(وَأَن نهاري صَار لَيْلًا لبعدكم ... فَمَا أَبْصرت عَيْني صباحا وَلَا شمسا)
(بَكَيْت على مستودعات قُلُوبكُمْ ... كَمَا قد بَكت قدما على صخرها الخنسا)
(فَلَا تحبسوا عني الْجَمِيل فإنني ... جعلت على حبي لكم مهجتي حبسا)
(رَأَيْت صَلَاح الدّين أشرف من غَدا ... وَأفضل من أضحى واكرم من أَمْسَى)
(وَقيل لنا فِي الأَرْض سَبْعَة أبحر ... ولسنا نرى إِلَّا أنامله الخمسا)
(سجيته الْحسنى وشيمته الرِّضَا ... وبطشته الْكُبْرَى وعزته القعسا)
(فَلَا عدمت أيامنا مِنْهُ مشرقا ... ينير بِمَا يولي ليالينا الدمسا)
(جنودك أَمْلَاك السَّمَاء وظنهم ... عداتك جن الأَرْض فِي الفتك لَا الإنسا)
(فَلَا يسْتَحق الْقُدس غَيْرك فِي الورى ... فَأَنت الَّذِي من دونهم فتح القدسا)
(وَمن قبل فتح الْقُدس كنت مقدسا ... فَلَا عدمت أخلاقك الطُّهْر والقدسا)
(وطهرته من رجسهم بدمائهم ... فأذهبت بالرجس الَّذِي ذهب الرجسا)
(نزعت لِبَاس الْكفْر عَن قدس أرْضهَا ... وألبستها الدّين الَّذِي كشف اللبسا)
(وعادت بِبَيْت الله أَحْكَام دينه ... فَلَا بطركا أبقيت فِيهَا وَلَا قسا)
(وَقد شاع فِي الْآفَاق عَنْك بِشَارَة ... بِأَن أَذَان الْقُدس قد بَطل النقسا)
(جرى بِالَّذِي تهوى الْقَضَاء وظاهرت ... مَلَائِكَة الرَّحْمَن أجنادك الحمسا)
(وَكم لبني أَيُّوب عبد كعنتر ... فَإِن ذكرُوا بالبأس لَا يذكرُوا عبسا)
(وَقد طَابَ ريانا على طبرية ... فياطيبها مغنى وَيَا حسنها مرسى)