(فَخذ الْخراج من البسيطة كلهَا ... واستأد فَرضِي جِزْيَة وموظف)
(واقبض على الدُّنْيَا بكف زهادة ... وابسط لرحمتها جنَاح تعطف)
(جَاءَت جنود الله تطلب ثأرها ... وصدورها بك عَن قَلِيل تشتفي)
(فانهض بهَا وتقاض حَقك موقنا ... أَن الْإِلَه بِمَا تؤمله حفي)
(هم فتية الأتراك كل مجفجف ... يغشى الكريهة فَوق كل مجفجف)
(قوم يَخُوضُونَ الْحمام شجاعة ... لَا ينظرُونَ إِلَيْهِ من طرف خَفِي)
(إِن صبحوا الْأَعْدَاء فِي أوطانهم ... تركُوا دِيَارهمْ كقاع صفصف)
(أَنْت اصطفيتهم لنصرة ديننَا ... لله در الْمُصْطَفى والمصطفي)
قلت وَذكرت بقوله هَذَا الطّراز الْأَخْضَر استفتحته حِكَايَة حَسَنَة لائقة بِالْحَال حَدثنِي بهَا شَيخنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد السخاوي قَالَ قَرَأت بِخَط شَيخنَا أبي الْفَضَائِل بن رَشِيق بِمصْر عقيب مَوته فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مئة قَالَ رأى إِنْسَان كَأَن شخصا ذَا جهامة وَاقِف على حَائِط بِجَامِع دمشق يُسمى النسْر وَهُوَ يَقُول
(ملك الصَّيَاصِي والنواصي نَاصِر ... للدّين بعد إياسه أَن ينصرا)
(وسيفتح الْبَيْت الْمُقَدّس بَعْدَمَا ... يطوى الطّراز لَهُ وَيقتل قيصرا)
قلت وَهَذَا قبل أَن يفتح صَلَاح الدّين الْبِلَاد بِعشر سِنِين وقرأت بِخَط بعض أَصْحَابنَا قَالَ وجدت على حَاشِيَة كتاب يرْوى عَن خطيب كَانَ بالرقة