(فأهللنا لسالفتي هِلَال ... وكفرنا لضاحكتي حسام)
(ذهلنا والسماط يخال سمطا ... وَقد سجد المقاول للسلام)
(هَل الدَّست اسْتَقل بليث غَابَ ... أم الْفلك ارتدى بدر التَّمام)
(كريم أكثرت يَده أيادي العفاة ... وقللت عدد الْكِرَام)
(وَخير سَمَاعه ضرب مدام ... إِذا طرب الْمُلُوك إِلَى المُدام)
(تطير بِهِ إِلَى العلياء نفس ... غرُوب عَن ملاءمة الملام)
(سقِِي الله العوامل من جبال ... شققْنَ النَّقْع عَن نقع الأوام)
(فكم أنتجت من أمل عقيم ... بهَا وحسمت من دَاء عقام)
(بإنب والرعال كَأَن ثولا ... تطاوح تَحت عير من إيام)
(وأيدي الْخَيل تذرع لج بَحر ... من الدَّم مُزْبِد الثَّجَّيْن طامى)
(مقَام كنت قطب رحاه ارجي ... مقَام بَين زَمْزَم وَالْمقَام)
(أحلّت الدّين فِيهِ وَكَانَ هما ... عَزِيز الْقَوْم معتدل القوام)
(رميتهم بأرعن مرجحن ... أبارهم وَكنت أبر رامي)
(وَفِي شجراء حارم شاجرتهم ... سواهُم كالسهام بكالسهام)
(نَظَائِر حممت لَهُم حَماما ... تطاير تَحْتَهُ مثل الْحمام)
(فَلَو قد مثل الْإِسْلَام شخصا ... لرشف مَا وطِئت من السَّلَام)
(حماه وَقد تناعس كل رَاع ... وَقَامَ وَقد تقاعس كل حام)
(فأكذب مدعين هفوا وغروا ... بِأَن الأَرْض تَخْلُو من إِمَام)