(وبحول الْإِلَه ذَاك وَمن غَالب ... رَبِّي فَإِنَّهُ مغلوب)
وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا
(أَيهَا السائر الْمجد إِلَى الشَّام ... تبارى ركابه والخيول)
(خُذ على بَلْدَة بهَا دَار مجد الدّين ... لَا ريع ربعهَا المأهول)
(وتعرف أخباره واقره منا ... سَلاما فِيهِ العتاب يجول)
(قل لَهُ أَنْت نعم ذخر الصّديق الْيَوْم ... لكنك الصّديق الملول)
(مَا ظننا بِأَن حالك فِي الْقرب ... وَلَا الْبعد بالملال يحول)
(لَا كتاب وَلَا جَوَاب وَلَا قَول ... بِهِ لليقين منا حُصُول)
(غير أَنا نواصل الْكتب إِذْ قصر ... مِنْك الْبر الْكَرِيم الْوُصُول)
(ذاكرين الْفَتْح الَّذِي فتح الله ... علينا فالفضل مِنْهُ جميل)
(جَاءَنَا بعد مَا ذَكرْنَاهُ فِي كتب ... أَتَاكُم بِهن منا رَسُول)
(أَن بعض الأسطول نَالَ من الإفرنج ... مَا لَا يَنَالهُ التأميل)
(سَار فِي قلَّة وَمَا زَالَ بِاللَّه ... وَصدق النيات ينمي الْقَلِيل)
(وبقايا الأسطول لَيْسَ لَهُ بعد ... إِلَى جَانب الشَّام وُصُول)
(فحوى من عكآ وأنطرسوس ... عدَّة لم يحط بهَا التَّحْصِيل)
(جمع ديوية بهم كَانَت الإفرنج ... تسطو على الورى وتصول)
(قيد فِي وَسطهمْ مقدمهم مهدى ... إِلَيْنَا وجيده مغلول)