(أَصبَحت جنَّة وأمست جحيما ... تتلظى بِكُل قلب حَزِين)
(كَيفَ لَا تذرف الدُّمُوع عَلَيْهَا ... وَهِي فِي الشَّام نزهة للعيون)
(حبذا حصنها الْحصين لقد كَانَ ... جمالا لكل حصن حُصَيْن)
(أَي سيف سَطَا على دَار سيف ... وزبون أَتَى بِحَرب زبون)
(خلت نيرانها وكل ظلامٍ ... نَار ليلى تلوح للمجنون)
(كم غنيِّ الْيَمين أَمْسَى فَقِيرا ... وفقير أَمْسَى غنيَِّ الْيَمين)
(كل حِين لَهَا حريق جَدِيد ... لَيْت شعري مَاذَا لَهَا بعد حِين)
(كل هَذَا الْبلَاء عَاقِبَة الْفسق ... وَشرب الْخُمُور والتلحين)
(وَلَقَد ردهَا بعزم وحزم ... أَسد الدّين غَايَة الْمِسْكِين)
(وَحمى الْجَامِع الْمُقَدّس والمشهد ... من جمرها بِمَاء معِين)
(ملك فعله بدَلْجَة وَالْبَاب ... فعال الإِمَام فِي صفّين)
فصل فِي فتح حارم
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَفِي تِلْكَ السّنة يَعْنِي سنة تسع وَخمسين اغتنم نور الدّين خلو الشَّام من الفرنج وقصدهم واجتمعوا على حارم فَضرب مَعَهم المصاف فرزقه الله تَعَالَى الانتقام مِنْهُم فأسرهم وقتلهم