وَقَالَ الْعِمَاد فِي الخريدة أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم لنَفسِهِ وَقد أعفى الْملك الْعَادِل نور الدّين قدس الله روحه أهل دمشق من الْمُطَالبَة بالخشب فورد الْخَبَر باستيلاء عسكره على مصر فَكتب إِلَيْهِ يهنيه
(لما سمحت لأهل الشَّام بالخشب ... عُوضِّت مصر بِمَا فِيهَا من النشب)
(وَإِن بذلت لفتح الْقُدس محتسباً ... لِلْأجرِ جوزيت أجرا غيرَ محتسب)
(وَالْأَجْر فِي ذَاك عِنْد الله مرتقب ... فِيمَا يثيب عَلَيْهِ خيرُ مرتقب)
(وَالذكر بِالْخَيرِ بَين النَّاس تكسبه ... خير من الْفضة الْبَيْضَاء وَالذَّهَب)
(وَلست تعذر فِي ترك الْجِهَاد وَقد ... أَصبَحت تملك من مصر إِلَى حلب)
(وَصَاحب الْموصل الفيحاء ممتثل ... لما تُرِيدُ فبادر فَجْأَة النوب)
(فأحزم النَّاس من قويَّ عزيمته ... حَتَّى ينَال بهَا العالي من الرتب)
(فالجَدُّ والْجِدُّ مقرونان فِي قرن ... والحزم فِي الْعَزْم والإدراك بِالطَّلَبِ)
(فطهر الْمَسْجِد الْأَقْصَى وحوزته ... من النَّجَاسَات والإشراك والصلب)
(عساك تظفر فِي الدُّنْيَا بِحسن ثَنَا ... وَفِي الْقِيَامَة تلقى خير مُنْقَلب)
فصل فِي وَفَاة أَسد الدّين وَولَايَة ابْن أَخِيه صَلَاح الدّين مَكَانَهُ
توفّي أَسد الدّين فَجْأَة يَوْم السبت الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة من هَذِه السّنة فَكَانَت وزارته شَهْرَيْن وَخَمْسَة أَيَّام
وَقَالَ ابْن شَدَّاد كَانَ أَسد الدّين كثير الْأكل شَدِيد الْمُوَاظبَة على