وَله من أُخْرَى عزى بهَا أَخَاهُ نجم الدّين أَيُّوب وَولده نَاصِر الدّين مُحَمَّدًا
(مَا بعد يَوْمك للمعنى المدنف ... غير العويل وحسرة المتأسف)
(مَا أجرا الْحدثَان كَيفَ سَطَا على اللأسد ... الْمخوف سَطَا وَلم يتخوف)
(من ذَا رأى الْأسد الهصور فريسة ... أم أبْصر الصُّبْح الْمُنِير وَقد خفى)
(من ثابتٌ دون الكماة سواهُ إِن ... زلت بهم أَقْدَامهم فِي الْموقف)
(مَا كَانَ أَسْنَى الْبَدْر لَو لم يسْتَتر ... مَا كَانَ أبهى الشَّمْس لَو لم تكسف)
(مَا كنت أخْشَى أَن تلم ملمة ... يَوْمًا وَأَنت لكربها لم تكشف)
(أَيَّام عمرك لم تزل مقسومة ... لله بَين تعبد وتعرف)
(متهجدا لعبادة أَو تاليا ... من آيَة أَو نَاظرا فِي مصحف)
(فجع الندى والبأس مِنْك بحاتم ... وبحيدر والحلم مِنْك بأحنف)
(بِالْملكِ فزت وحزته عَن قدرَة ... ومضيت عَنهُ بسيرة الْمُتَعَفِّف)
(ووصفت يَا أسدا لدين مُحَمَّد ... مدحا بِمَا ملك بِهِ لم يُوصف)
(وقفوت آثَار الشَّرِيعَة كلهَا ... وَقد اهْتَدَى من للشريعة يقتفي)
(أأنفت من دنياك حِين عرفتها ... فلويت وَجه الْعَارِف المستنكف)
وَمِنْهَا
(يَا نَاصِر الدّين استعذ بتصبر ... مُدْن إِلَى مرضاة ربٍ مزلف)
(وتعزَّ نجم الدّين عَنهُ مهنَّأً ... أَبَد الزَّمَان بِملك مصر ويوسف)
(لَا نستطيع سوى الدُّعَاء فكلنا ... إِلَّا بِمَا فِي الوسع غير مُكَلّف)