(عاملكم بالخنا فأضحى ... وَرَأسه فَوق رَأس عَامل)
(يَا مخجل الْبَحْر بالأيادي ... قد آن أَن تُفتح السواحل)
(فقدِّس الْقُدس من خباث ... أرجاس كفر غُتم أراذل)
قَالَ الْعِمَاد وَمِمَّا مدحت بِهِ صَلَاح الدّين فِي ذَلِك التَّارِيخ تهنئة لَهُ بِالْملكِ وتعزية بِعَمِّهِ
(أيا يُوسُف الْإِحْسَان وَالْحسن خير من ... حوى الْفضل والإفضال وَالنَّهْي والأمرا)
(وَمن للهدى وَجه النجاح ... بِرَأْيهِ تجلَّى وثغر الثغر من عزمه افترى)
(حمى حوزة الدّين الحنيف بحوزه ... من الْخَالِق الحسني وَمن خلقه الشكرا)
(أَبوهُ أبي إِلَّا الْعَلَاء وَعَمه ... بمعروفه عمَّ الورى البدو والحضرا)
(وَطَالَ الْمُلُوك شيركوه بِطُولِهِ ... وَمَا شاركوه فِي الْعلَا فحوى الفخرا)
(بَنو الْأَصْفَر الإفرنج لاقوا ببيضه ... وَسمر عواليه مناياهم حمرا)
(وَمَا ابيضَّ يَوْم النَّصْر واخضر روضه ... من الخصب حَتَّى اسودَّ بالنقع واغبرَّا)
(رأى النَّصْر فِي تقوى الْإِلَه وكل من ... تقوى بتقوى الله لَا يعْدم النصرا)
(وَلما رأى الدُّنْيَا بِعَين ملالة ... أغذَّ من الأولى مسيرًا إِلَى الْأُخْرَى)
(وَقَامَ صَلَاح الدّين بِالْملكِ كافلا ... وَكَيف ترى شمس الضُّحَى تخلف البدرا)
(وَلما صبَّتْ مصرُ إِلَى عصر يُوسُف ... أعَاد إِلَيْهَا الله يُوسُف والعصرا)
(فَأجرى بهَا من راحتيه بجوده ... بحاراً فسماها الورى أنملا عشرا)