(هُزِمْتُمْ جنود الْمُشْركين برعبكم ... فَلم يَلْبَثُوا خوفًا وَلم يمكثوا ذعرا)
(وفرقتم من حول مصر جموعهم ... بِكَسْر وَعَاد الْكسر من أَهلهَا جبرا)
(وأمَّنتم فِيهَا الرعايا بعدلكم ... وأطفأتم من شَرّ شاورها الجمرا)
(بسفك دم حطتم دِمَاء كَثِيرَة ... وحزتم بِمَا أبديتم الْحَمد والأجرا)
(وَمَا يرتوي الْإِسْلَام حَتَّى تغادروا ... لكم من دِمَاء الغادرين بهَا غدرا)
(فصبوا على الإفرنج سَوط عَذَابهَا ... بِأَن تقسموا مَا بَينهَا الْقَتْل والأسرا)
(وَلَا تهملوا الْبَيْت الْمُقَدّس واعزموا ... على فَتحه غازين وافترعوا البكرا)
(تديمون بِالْمَعْرُوفِ طيِّب ذكركُمْ ... وَمَا الْملك إِلَّا أَن تديموا لكم ذكرا)
(وَإِن الَّذِي أثرى من المَال مُقْتِرُ ... وَإِن يُفْنِه فِي كسب محمدة أثري)
قَالَ وَكَثُرت كتب صَلَاح الدّين إِلَى أصدقائه مبشرة بِطيب أنبائه فَمِنْهَا كتاب ضمنه هَذَا الْبَيْت
(مَا كنت بالمنظور أقنع مِنْكُم ... وَلَقَد رضيت الْيَوْم بالمسموع)
فَقلت فِي جَوَابه أبياتا مِنْهَا
(يَا هَل لسالف عيشتي بفنائكم ... من عودة محمودة وَرُجُوع)
(قد غبتم عَن ناظري مَا أَذِنت ... للقلب شمسُ مَرة بِطُلُوع)
(كنتُ المشفَّع فِي المطالب عنْدكُمْ ... فَغَدَوْت أطلب طيفكم بشفيع)
(أَصبَحت أقنع بِالسَّلَامِ على النَّوَى ... وبقربكم كم بتُّ غير قنوع)