سنابك الْخَيل الإسلامية فِي العصور الخالية وَكَذَلِكَ استولت عَسَاكِر مصر أَيْضا على برقة وحصونها وتحكموا فِي مُحكم معاقلها ومصونها حَتَّى بلغُوا إِلَى حُدُود الْمغرب فظفروا من السؤل بعنقاء مغرب
قلت كَانَ اتّفق فِي هَذِه السّنة وُصُول قراقوش غُلَام تَقِيّ الدّين من الديار المصرية مَعَ طَائِفَة من التّرْك وانضم إِلَيْهِم جمَاعَة من الْعَرَب فاستولى على طرابلس وَكثير من بِلَاد إفريقية مَا خلا المهدية وسفاقس وقفصة وتونس
وَفِي آخر ذَلِك الْكتاب ونسأل الله التَّوْفِيق لاستدناء قواصي المنى وإقصاء عَبدة الصَّلِيب الأنجاس من الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَأَن يَجْعَل فتح الْبَيْت الْمُقَدّس مفتتح مُرَاده ومقتدح زناده ومقترحه فِي جهاده وَأَن يملكهُ السَّاحِل بِجَمِيعِ بِلَاده
وسير الْعِمَاد مَعَه قصيدة مِنْهَا
(بالمستضيء أبي مُحَمَّد الْحسن ... رجعت أُمُور الْمُسلمين إِلَى السّنَن)
(فِي أَرض مصر دَعَا لَهُ خطباؤها ... وَأَتَتْ لتخطب بكر خطبَته عدن)
(فالمغرب الْأَقْصَى لذَلِك مشرق ... وبنصر مصر مُحَقّق يمن الْيمن)
(وَرَأى الْإِلَه المستضيء لشرعه ... وعباده نعم الْأمين المؤتمن)
(سر النُّبُوَّة كامن فِيهِ وَمن ... فطر الْإِمَامَة مشرق نور الفطن)