(تقوى أبي بكر وَمن عمر الْهدى ... وحياءُ عُثْمَان وَعلم أبي الْحسن)
(وبجده عرفت مقَالَة حيدر ... لامن دَد أَنا لَا وَلَا مني الددن)
(كم من عَدو ميت فِي جلده ... رعْبًا وخوفا فَهُوَ حَيّ فِي كفن)
وَمِنْهَا فِي مدح نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى
(هَل مثل مَحْمُود بن زنكي مخلص ... متوحدُ يَبْغِي رضاك بِكُل فن)
(ورعٌ لَدَى الْمِحْرَاب أروع محرب ... فِي حالتيه إِن أَقَامَ وَإِن ظغن)
(يُمْسِي وَيُصْبِح فِي الْجِهَاد وَغَيره ... يضحى رَضِيع سلافة وضجيج دَنّ)
(وبعزة الْإِسْلَام منتصراً حرٍ ... وبذلة الْإِشْرَاك منتقماً قمن)
قَالَ ابْن أبي طي وفيهَا وصل شهَاب الدّين بن أبي عصرون من بَغْدَاد وَمَعَهُ توقيع لنُور الدّين بدرب هَارُون وصريفين وَخمسين دِينَارا من دَنَانِير النثار الَّتِي نثرت يَوْم دخل الشهَاب إِلَى بَغْدَاد بالبشارة بِالْخطْبَةِ فِي مصر وزن كل دِينَار عشرَة دَنَانِير
قَالَ الْعِمَاد وَكَانَت ناحيتا درب هَارُون وصريفين من أَعمال الْعرَاق لزنكي وَالِد نور الدّين قَدِيما من إنعام أَمِير الْمُؤمنِينَ فَسَأَلَ نور الدّين إحْيَاء ذَلِك الرَّسْم فِي حَقه فأنعم بهما الْخَلِيفَة عَلَيْهِ وَوجه بهما مثالُه الشريف إِلَيْهِ وَكَانَ من مُرَاده أَن يستوهب بِبَغْدَاد على شاطئ دجلة أَرضًا يبنيها مدرسة للشَّافِعِيَّة وَيقف عَلَيْهَا الناحيتين طلبا لِلْأجرِ ولحسن الذّكر