وَقَالَ أَيْضا
(قست رأفة الدُّنْيَا فَلَا الدَّهْر عاطف ... عليّ وَلَا عبد الرَّحِيم رَحِيم)
(عَفا الله عَن آرائه كل فَتْرَة ... كَلَام العدى فِيهَا عليّ كلوم)
(وسامحه فِي قطع رزق بفضله ... وصلت إِلَيْهِ وَالزَّمَان ذميم)
(أَلا هَل لَهُ عطف عَليّ فإنني ... فَقير إِلَى مَا اعْتدت مِنْهُ عديم)
عبد الرَّحِيم هُوَ القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى
وَبَلغنِي أَن عمَارَة لما مروا بِهِ ليُصلب عبر بِهِ على جِهَة دَار الْفَاضِل فَطلب الِاجْتِمَاع بِهِ فَقيل لَيْسَ إِلَيْهِ طَرِيق فَقَالَ
(عبد الرَّحِيم قد احتجب ... إِن الْخَلَاص هُوَ الْعجب)
وَقَالَ وَهَذِه القصيدة تحقق مَا رُمى بِهِ من الِاجْتِمَاع على مُكَاتبَة الفرنج والخوض فِي فَسَاد الدولة بل الْملَّة وتوضح عذر السُّلْطَان فِي قَتله وَقتل من شَاركهُ فِي ذَلِك
(رميت يَا دهر كف الْمجد بالشلل ... وجيده بعد حلى الْحسن بالعطل)
(سعيت فِي مَنْهَج الرَّأْي العثور فَإِن ... قدرت من عثرات الْبَغي فاستقل)
(جدعت مَا رنك الأقنى فأنفك لَا ... يَنْفَكّ مَا بَين نقص الشين والخجل)
(هدمت قَاعِدَة الْمَعْرُوف عَن عجل ... سُقيت مُهْلاً أما تمشى على مَهَل)
(لهفي ولهف بني الآمال قاطبة ... على فجيعتنا فِي أكْرم الدول)