(قدمت مصر فأولتني خلائفها ... من المكارم مَا أربي على الأمل)
(قوم عرفت بهم كسب الألوف وَمن ... كمالها أَنَّهَا جَاءَت وَلم أسل)
(وَكنت من وزراء الدّست حَيْثُ سما ... رَأس الحصان بهاديه على الكفل)
(ونلت من عُظَمَاء الْجَيْش تكرمة ... وخلّة حرست من عَارض الْخلَل)
(يَا عاذلي فِي هوى أَبنَاء فَاطِمَة ... لَك الْمَلَامَة إِن قصَّرت فِي عذلي)
(بِاللَّه زُر ساحة القصرين وابك معي ... عَلَيْهِمَا لَا على صفّين والجمل)
(وَقل لأهلهما وَالله مَا التحمت ... فِيكُم قروحي وَلَا جرحي بمندمل)
(مَاذَا ترى كَانَت الإفرنج فاعلة ... فِي نسل آل أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ)
(هَل كَانَ فِي الْأَمر شَيْء غير قسْمَة مَا ... مُلِّكتم بَين حكم السبّي وَالنَّفْل)
(وَقد حصلتم عَلَيْهَا وَاسم جدكم ... مُحَمَّد وأبيكم غير منتقل)
(مَرَرْت بِالْقصرِ والأركان خَالِيَة ... من الْوُفُود وَكَانَت قبْلَة الْقبل)
(فملت عَنْهَا بوجهي خوف منتقد ... من الأعادي وَوجه الودّ لم يمل)
(أسبلت من أَسف دمعي غَدَاة خلت ... رحابكم وغدت مهجورة السبل)
(أبْكِي على مأثراتٍ من مكارمكم ... حَال الزَّمَان عَلَيْهَا وَهِي لم تحل)
(دَار الضِّيَافَة كَانَت أنس وافدكم ... وَالْيَوْم أوحش من رسم وَمن طلل)
(وفطرة الصَّوْم إِن أصغت مكارمكم ... تَشْكُو من الدَّهْر حيفا غير مُحْتَمل)
(وَكِسْوَة النَّاس فِي الْفَصْلَيْنِ قد درست ... ورث مِنْهَا جَدِيد عَنْهُم وبلي)
(وموسم كَانَ فِي كسر الخليج لكم ... يَأْتِي تجمّلكم فِيهِ على الْجمل)
(وَأول الْعَام والعيدان كَانَ لكم ... فِيهِنَّ من وبل جود لَيْسَ بالوشل)
(وَالْأَرْض تهتز فِي عيد الغدير لما ... يَهْتَز مابين قصريكم من الأسل)