فصل فِي فتح بعلبك
قَالَ الْعِمَاد وَلما فرغ السُّلْطَان من حمص وحصنها سَار إِلَى بعلبك فتسلمها فِي رَابِع شهر رَمَضَان
قَالَ ابْن أبي طيّ وَكَانَ بهَا خَادِم يُقَال لَهُ يمن فَلَمَّا شَاهد كَثْرَة عَسَاكِر السّلطان اضْطربَ فِي أمره وراسل مَنْ بحلب على جنَاح طَائِر فَلم يرجع إِلَيْهِ مِنْهُم خبر فَطلب الْأمان وَسلم بعلبك إِلَى السُّلْطَان
قَالَ الْعِمَاد وهنأته بِأَبْيَات مِنْهَا
(بفتوح عصرك يَفْخر الْإِسْلَام ... وبنُور نصرك تُشرق الْأَيَّام)
(وبفتح قلعة بعلبك تهذّبت ... هذي الممالك واستقام الشّام)
(وَبكى الْحسُود دَمًا وثغر الثّغر من ... فَرح بنصرك للهدى بَسَّام)
(فتح تَسنّى فِي الصيّام كأننا ... شكرا لما منح الْإِلَه صِيَام)
(من ذَا رأى فِي الصّوم عيد سَعَادَة ... حلّت لنا وَالْفطر فِيهِ حرَام)
(أسدي صَلَاح الدّين والدّنيا يدا ... بنوالها سوقُ الرّجاء تُقَام)
(فتملّ فتحك واقصد الْفَتْح الَّذي ... بحصوله لفتُوحك الْإِتْمَام)
(دُمْ للعُلا حَتَّى يَدُوم نظامها ... واسلْم يعزَّ بنصرك الْإِسْلَام)
قَالَ ولزمت خدمته أرحل برحيله وَأنزل بنزوله وَكنت لَيْلَة عِنْده وَهُوَ يذكر جمَاعَة من شعراء الزَّمَان وَعِنْده ديوَان الْأَمِير مؤيد الدولة أُسَامَة بن مرشد بن سديد الْملك عَليّ بن منقذ وَهُوَ بِهِ مشغوف وخاطره على تَأمله