(وفض بِمَا قد فضه من سهامه ... نواجذ ثغر الهنفري وقددا)
(هببت إِلَيْهِ هبة يوسفية ... تعيد هباء كل مَا كَانَ جلمدا)
قَالَ وَمِنْهُم الْأَمِير نجم الدّين مَحْمُود بن الْحسن بن نَبهَان الْعِرَاقِيّ من أهل الْحلَّة المزيدية كَانَ حَاضرا فِي نوبَة ابْن بارزان لَهُ من قصيدة أَولهَا
(هَنِيئًا صَلَاح الدّين بِالْفَتْح والنصر ... ونيل الْأَمَانِي الغر والفتكة الْبكر)
(وَمَا حزت فِيهَا من فخار وَمن علا ... وَحسن ثَنَا يبْقى إِلَى آخر الدَّهْر)
(سموت لَهَا بالمشرفية والقنا ... سمو أبي لَا ينَام على وتر)
(وصلت بهَا حَبل المفاخر مِثْلَمَا ... قطعت بهَا يَوْم الوغى دابر الْكفْر)
(سللت بَيَاض الصُّبْح وَهُوَ صوارم ... وخضت سَواد اللَّيْل وَهُوَ دم يجْرِي)
(وَقد عرف الإفرنج بأسك فِي الوغى ... وجرعتهم مِنْهُ أَمر من الصَّبْر)
(وظنوا بِنَاء الْحصن صونا لملكهم ... فَأصْبح بالشعراء منهتك السّتْر)
(فَمَا قبضت مِنْهُم يَد الْغدر قطعت ... أناملها إِلَّا على صَفْقَة الخسر)
(هِيَ الفتكة الغراء لَا زلت قَائِما ... بأمثالها للدّين فِي السِّرّ والجهر)
(وَأصْبح فِي أقْصَى خُرَاسَان ذكرهَا ... وَفِي كل قلب مِنْهُ جَيش من الذعر)
(فَلَا ترض مِنْهُم بعْدهَا بذل طَاعَة ... فَمَا خلقُوا إِلَّا على شِيمَة الْغدر)
(وسر واملك الأَرْض الَّتِي لَو تركتهَا ... لأغضت عُيُون الْمجد مِنْهَا على أَمر)