وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ مِنْ ... مُضَاعَفٍ فَهْوَ بِإِدْغَامٍ قَمِنْ
(وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا) وما أي: اللفظ الذي استقر كلفظ (مَدٍّ) حال كونه مصدرًا أليس كذلك؟ (مَدٍّ) هذا مصدر لأنه وزن له فَعْل، وزنه فَعْل.
فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى ... مِنْ ذِي ثَلاثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا (١)
رَدَّ يَرُدُّ رَدًّا، مَدَّ يَمُدُّ مَدًّا، إذًا مَدَّ هذا مصدر، ورَدَّ هذا مصدر، وزنه فَعْلٌ بالنص.
فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى ... مِنْ ذِي ثَلاثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا
مَدَّ مَدّا، إذًا مدًّا هذا وزنه فَعْلٌ، (وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ) يعني: كلفظ (مَدَّ) في كونه مضاعفًا محرك المثلين، والأول كذلك مضاعف إلا أنه ساكن الأول محرك الثاني، لأن مدًّا مصدر على وزن فَعْل، إذًا لا إشكال فيه يدغم الأول في الثاني، (مَدَّ) فعل ماضي على وزن فَعَلَ $$ ٤٤.٢٤، إذًا الأول متحرك والثاني ساكن مَدَّ المصدر مباشرة ندغم الأول في الثاني ... (مَدَّ) فعل ماضي عندنا أولاً نسقط حركة الحرف الأول لأجل الإدغام لأنه لا يدعم حرف متحرك في متحرك إنما يدغم ساكن في متحرك فحينئذٍ لا بد من التخلص من حركة الدال الأولى من أجل التواصل للإدغام، إذًا عندنا إسقاط لحركة الأول ثم بعد ذلك الإدغام لأن (مَدَّ) فعل ماضي على وزن فَعَلَ مَدَدَ كيف ندغم؟ لا بد من إسكان الدال الأولى نسقط حركتها ثم نقول: ساكن ومتحرك.
(وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ مِنْ مُضَاعَفٍ) يعني: مما كان الفعل فيه عينه ولامه من جنس واحد يسمى ماذا؟ يسمى مضاعفًا، (فَهْوَ بِإِدْغَامٍ قَمِنْ)، (فَهْوَ) مبتدأ أي: المذكور من مَدٍّ ومَدَّ (بِإِدْغَامٍ قَمِنْ)، (قَمِنْ) هذا خبر هو، و (بِإِدْغَامٍ) هذا متعلق به أي: حقيق.، وهذا الإدغام هنا واجب.
فالمضاعف الذي لامه وعينه من جنس واحد إن كانت عينه ساكنًا ولامه متحركًا مصدرًا على وزن فَعْلٍ، أو كان عينه ولامه محركين كمَدَّ ماضيًا، فالإدغام لازم، الإدغام لازم في المصدر وفي الفعل الماضي، لكن الفرق بينهما أن المصدر الأول ساكن والثاني متحرك وهذا واضح، وأن الماضي الأول متحرك والثاني متحرك فنسقط حركة الأول والإدغام واجب في الموضعين، فالإدغام لازم لدفع الثقل اللازم من العود إلى التلفظ بالحرف بعد التلفظ به فهذا الإدغام واجب.
ثم قال:
أَوْ كَمَدَدْنَ أَوْ مَدَدْنَا فَاظْهِرِ ... وَفِي كَلَمْ يَمُدَّ جَوِّزْ كَافْرِرِ
الإدغام قد يكون واجبًا، وقد يكون الإظهار واجبًا، وقد يجوز الوجهان، متى يجب الإدغام؟
(١) الألفية البيت: ٤٤٠.