إذا كان المثلان الأول ساكن والثاني متحرك، أو الأول متحرك والثاني متحرك $٤٦.٤٥، أو هنا قال: أو ما كان من مضاعف (كَمَدَدْنَ)، ... (مَدَدْنَا) ما الفرق بين هذا وذاك؟ الأول متحرك والثاني ساكن هذا الفرق بينهما الأول متحرك والثاني ساكن، عكس مَدًّا الذي هو مصدر ومد الفعل الماضي الأول ساكن والثاني متحرك هنا يجب الإظهار في الموضعين، الأول اتصل بنون الإناث والثاني اتصل بـ (نا) الفاعلين، إذًا يلزم التسكين الثاني في الموضعين، لأن الفعل إذا اتصل بنون الإناث سكن آخره أليس كذلك؟ وإذا اتصل بنا الدالة على الفاعلين ضمير رفع متحرك حينئذٍ نقول: سكن الفعل الماضي، إذًا السكون الثاني وجب الإظهار ولذلك قال: (فَاظْهِرِ). هذا أمر من أظهر همزته قطع سهلها من أجل الوزن، (فَاظْهِرِ) هذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب. إذًا الإظهار واجب ولا يجوز الإدغام البتة.
والمعنى أن المضاعف إن كانت عينه متحركة ولامه ساكنة عكس الأول سكونًا لازمًا فالإظهار لازم والإدغام ممتنع عند اتصاله بضمير رفع متحرك، لأن سكونها لازم لشدة اتصال الضمير بها لئلا يلزم توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة، هذا كما عللنا سابقًا، فالإظهار هنا واجب والإدغام ممتنع.
إذًا أو ما كان من مضاعف (كَمَدَدْنَ) في سكون الثاني مثليه سكونًا لازمًا أو كان مثل (مَدَدْنَا) المتصل بنا الدالة على الفاعلين (فَاظْهِرِ) يعني: اظهر ماذا؟ اظهر أول مثليهما ولا تدغمه في الثاني لسكونه.
ثم أشار إلى ما يجوز فيه الأمران الإدغام وعدمه (وَفِي كَلَمْ يَمُدَّ جَوِّزْ) يعني: جوز الإدغام وعدم الإدغام، يعني: يجوز فيه الوجهان الإظهار والإدغام، (جَوِّزْ) أمر من التجويز حذف مفعوله أي: جوز الإدغام نظرًا إلى عدم سكونه في الأصل لَمْ يَمُدَّ، يعني: المضاعف إذا دخل عليه جازم، الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم وهو مضاعف يجوز فيه الوجهان، لَمْ يَمُدَّ لَمْ يَمْدُد، لَمْ يَمْدُد لَمْ يَمُدَّ يجوز بالوجهان، يجوز فيه الوجهان، وفي قولك: كـ لَمْ يَمُدَّ (جَوِّزْ) الإدغام نظرًا إلى عدم سكونه في الأصل متى؟
قبل دخول الجازم نعم قبل دخول الجازم لأن أصل يَمُدُّ قبل دخول الجازم الثاني متحرك، ويجوز ترك الإدغام نظرًا إلي سكونه في الحال فإن شئت الإدغام فحرك ثاني المثلين وادغم فيه الأول نحو لم يَمُدَّ، وإن شئت عدم الإدغام فأبقه على الأصل نحو لم يَمْدُدْ، وهذا واضح وجاء في القرآن.
قال: (كَافْرِرِ) فَرَّ يَفِرُّ، هذا أمر من فَرَّ يَفِرُّ، فَعَلَ يَفْعِلُ بالإظهار ويجوز فيه الإدغام، فِرَّ افْرِرْ يجوز فيه الوجهان، بالإظهار نظرًا إلى سكون ثانيه أو ثاني متماثليه في الحال، ويجوز فِرَّ يعني بتحريك الثاني بالفتحة للخفة، وفِرِّ بالكسر على على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، إذا في المضاعف إذا كان فعلاً مضارعًا ودخل عليه جازم جاز فيه الوجهان الإدغام وترك الإدغام الإظهار، وإذا كان فعل أمرٍ من المضاعف جاز فيه الوجهان: افْرِرْ فِرَّ، واضح هذا؟
إذا متى يتعين الإدغام في المصدر والفعل الماضي؟
إذا لم يتصل به ما يلزم سكونه.
متى يجب الإظهار في الفعل الماضي؟