مزيد الثلاثيّ بالنظر والتتبع والاستقراء: ثلاثة أقسام. لأنه إمَّا أن يزاد على الثلاثي المجرد حرفٌ واحد فيصير به رُباعيًّا، لكن يسمى رُباعي مزيد، ليس بالرباعيّ المزيد، يعني: رباعي ليس هو عين الرباعي المجرد، تسمية واحدة ولكنه في الأصل هو: ثلاثيّ فزيد عليه حرفٌ واحد. هذا: النوع الأول.
الثاني: أن يزاد على الثلاثيّ المجرد حرفان فيصير خماسيًّا، وهذا واضح أنه مزيد. النوع الثالث: القسم الثالث: أن يُزاد على الثلاثيّ المجرد ثلاثة أحرف، فحينئذٍ يكون سُداسيًّا، إذًا ثلاثة أقسام: إما أن يُزاد حرف، أو حرفان، أو ثلاثة. ولا يوجد سُباعيّ في الفعل البتة.
فشرع الناظم رحمه الله تعالى في بيان مزيد الثلاثي فقال:
زَيْدُ الثُّلاَثِيْ أَرْبَعٌ مَعْ عَشْرِ ... وَهْيَ لأَقْسَامٍ ثَلاَثٍ تَجْرِي
(زَيْدُ الثُّلاَثِيْ) أي: مزيد الفعل الثلاثي. (زَيْدُ الثُّلاَثِيْ)، (زَيْدُ) هذا مصدر زَادَ يَزِيدُ زَيْدًا،
فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى ... مِنْ ذِي ثَلاثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا (١)
إذًا (زَيْدُ) هذا: مصدر، أُطْلِقَ المصدر وأريد به اسم المفعول مَزِيد. ... (الثُّلاَثِيْ) عرفنا أنه: نعتٌ لمنعوتٍ محذوف. وهو: الفعل، مزيد الفعل الثلاثي من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول، والإضافة هنا من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: الثلاثي المزيد، وهو مبتدأ على حذف المضاف، أي: أبواب الثلاثي المزيد. (أَرْبَعٌ مَعْ عَشْرِ) يعني: أربعة عشر، أربعة عشر عند التفصيل، يعني: بعد الأوزان، وهي راجعةٌ إلى ثلاثة أقسام. ... (أَرْبَعٌ مَعْ عَشْرِ)، (عَشْرِ): بإسكان الشين لغة. (أَرْبَعٌ) كائنةٌ، (مَعْ عَشْرِ) أي: أربعة عشر بابًا، (أَرْبَعٌ) أربعةٌ بابًا، بابًا: مذكر (وأَرْبَعٌ) مذكر فحينئذٍ نقول أسقط التاء هنا لأجل الوزن، وهو جائزٌ لغةً لماذا؟ لكون المعدود محذوفًا، وأسقط التاء من (أَرْبَعٌ) مع تذكير المعدود لأنه محذوف. (وَهْيَ لأَقْسَامٍ ثَلاَثٍ تَجْرِي)، (وَهْيَ)، أي: الأربعة عشر بابًا التي هي أبواب الثلاثيّ المزيد. (لأَقْسَامٍ) هذا متعلق بما بعده. (ثَلاَثٍ تَجْرِي) على تضمينه معنى ترجع ولذلك عدَّاه باللام (تَجْرِي)، يعني: ترجع، أي: أبواب الثلاثيّ المزيد ترجع للأقسام الثلاثة:
القسم الأول: الثلاثيّ المزيد بحرفٍ واحدٍ، وهو ثلاثة أبواب. إذًا: ... (زَيْدُ الثُّلاَثِيْ أَرْبَعٌ مَعْ عَشْرِ)، يعني: أربعة عشر. (وَهْيَ)، أي: هذه الأربعة عشر عند الإجمال. (تَجْرِي)، يعني: ترجع (لأَقْسَامٍ ثَلاَثٍ).
(١) الألفية البيت: ٤٤٠.