لأنها تضعف عن أن تقوم مقام الموصوف؛ لأن الوصف لها بحق الشبه, وهو لـ
(غير) بحق الأصل؛ فلذلك جاز: ما جاءني غير زيد, على الصفة, ولم يجز:
ما جاءني إلا زيد, على الصفة, ولكن على تفريغ العامل.
وتقول: لو كان معنا رجل إلا زيد لغلبنا , فإلا - هاهنا - صفة, كأنك
قلت: ولو كان معنا رجل غير زيد لغلبنا, ولا يجوز هذا البدل؛ لأنه بعد
موجب, لو قلت: لو كان معنا إلا زيد لغلبنا؛ كان فاسدً كفساد: سار إلا زيد؛
لأن الموجب لابد من أن يذكر فيه المستثنى منه.
ولكن يجوز: سار القوم إلا زيد, على الصفة, كما قال الشاعر:
(وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان)
فهذا على الصفة, ولا يجوز فيه البدل, ولا في نظائره؛ لأنه بعد موجب
وخالف في ذلك أبو العباس, فأجاز: لو كان معنا إلا زيد لغلبنا, وشبهه بالنفي.