جزاءٌ.
وتقولُ: أيُّ منْ يأتينا يُريدُ صلتنا فنُحدثهُ, فهذا يجوزُ في الاستفهامِ إذا كان (يُريدُ) في موضعِ الخبرِ, كأنكَ قُلتَ: أيهم يُريدُ صلتنا فنُحدثَهُ؟ .
ولا يجوزُ إذا كانَ (يُريدُ) في موضعِ الحالِ؛ لأنه يصيرُ بمنزلةِ: أيهم فنحدثهُ وهذا لا يجوزُ على وجهٍ من الوجوهِ.
ولا يجوزُ: أيُّ منْ يأتينا فَنُحدِّثهُ؟ ؛ لأنَّ الكلامَ ناقصٌ, كأنك قُلتَ: أيهم فنحدثهُ؟ , فإن أسقطتَ الفاءَ, جازَ في الاستفهامِ, كأنكَ قُلتَ: أيهم نُحدثُه؟ .
وتقولُ: أيَّ منْ إنْ يأته منْ إن يأتنا نُعطهِ يُعطهِ تأتِ يُكرمك, ففي الكلامِ موصولانِ, تبدأُ بالأخيرِ فترفعه من الكلامِ, وتضعُ موضعه زيداً, فتقولُ: أيَّ منْ إنْ يأته زيدٌ يُعطهِ تأتِ يُكرمك, فتنصبُ أياً بـ: تَأتِ, وهو جَزمٌ على الجزاءِ, ويُكرمكَ جوابُه, وكلا الفعلينِ من مُعلقِ أيٍّ, كأنكَ قُلتَ: أيهم تأتِ يُكرمك, إذا رفعتَ (منْ) الأولى مع صلتها, فمُنتهى صلتها: يُعطهِ, ومنتهى صلةِ (منْ) الثانيةِ: نُعطِهِ, فعلى هذا التقدير يصحُّ الكلام.
وتقولُ: أيُّهُنَّ فَلانةُ؟ بالتذكيرِ على اللفظِ, وأيتُهُنَّ فُلانةُ؟ بالتأنيثِ على المعنى, كما قُرئ: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} الأحزاب: ٣١ , على لفظِ: مَنْ, و {مَنْ تَقْنُتْ} بالتاءِ على المعنى.
وإنما احتملَ اللفظُ التذكيرَ؛ لأنه مُبهمٌ يصلحُ أنْ يحملَ على التأويلِ, كما احتملَ ذلك: مَنْ.