بالدلالةِ على الزمانِ من الاسمِ, فيصلحُ أن يُدلَّ على الاستقبالِ في الاسمِ بدلالةٍ مُنفصلةٍ لا تُخرجُ الاسمَ عن حقيقتهِ, كقولك: زيدٌ ضاربٌ غداً, أو خارجٌ بعدَ غدٍ.
ولا يصحُّ مثلُ هذا الذي ذكرن من: السين, وسوفَ في الاسمِ؛ لأنها زيادةٌ مُتصلةٌ تصيرُ كجُزءٍ من الكلمةٍ.
ويوضح ذلك أنكَ لو قدمتَ الظرفَ, فقُلتَ: زيدٌ غداً خارجٌ, لجاز وليس كذلك السينُ, وسوفَ, فعوامل الأفعالِ لا تعملُ في الأسماءِ, وعواملُ الأسماءِ لا تعملُ في الأفعالِ لما بينا.
وحروفُ النصبِ للفعلِ التي هي الأصلُ فيه أربعةٌ: أن, ولن, وكي, وإذنْ.
ويتفرعُ منها خمسةُ أحرُفٍ, وهي: الواوُ, والفاءُ, وأو, وحتى, واللامُ, تعملُ بتضمنِ معنى أن.
فجميعُ حروفِ النصبِ للفعلِ تسعةٌ: أربعةٌ منها أُصولٌ, وخمسةٌ فُروعٌ.
و(أن) أصلٌ في العملِ؛ لأنها تُشبهُ عاملَ الاسمِ في النقلِ إلى المصدرِ, وأنه قد يكونُ على الاستقبالِ بدليلٍ يصحبُه, فهي تُشبهُ (أنَّ) في قولكَ: بلغني أنَّكَ