حتى أدخلها ما أمنع, فهو منتهى سيرك, الأول سبب للثاني, والمعنى معنى الحال, فلما أخرجت إلى معنى الحال, لم يكن بد من أن يشاكل بها معنى الغاية التي هي على تقدير: إلى أن.
وإنما جرى هذا فيما كان العمل فيه من اثنين, لأن الأغلب عليه أن لا يكون أحد العملين سببًا للآخر إذا كان من اثنين.
وتقول: سرت حتى يدخلها زيد, بالنصب, لأن الأظهر أن لا يكون سيرك / ١٠٨ ب سببًا لدخول زيد, فإن كان سببًا له بأنك حملته حتى دخل, أو سألته في ذلك, أو ما جرى هذا المجرى مما يؤدي فيه السير الذي كان منك إلى دخول زيد جاز الرفع, كأنك سألته حتى سار معك, فصار بمنزلة: سرنا حتى ندخلها.
فأما: سرت حتى تطلع الشمس, فليس فيه إلا النصب.
وتقول: سرت حتى يدخلها ثقلي, وسرت حتى يدخلها بدني, فالرفع في هذا أحسن.
وقرأ مجاهد: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} بالرفع على أن الزلزلة سبب أدى إلى قول الرسول.
وأما قراءة الناس بالنصب, فعلى معنى الغاية, كأنه قيل: وزلزلوا إلى أن يقول الرسول فهو منتهى الزلزلة على معنى الغاية المجردة من تضمن السبب, وإن كان في حقيقة معناه قد كانت الزلزلة سببًا لقول الرسول.