ووجه قوله في ذلك أنها وإن كانت الصيغة واحدة فمنزلتها كمنزلة لام الابتداء ولام الإضافة في اختلاف المعاني والأحكام, وذلك يوجب أن لام الابتداء غير لام الإضافة, وإن كانت الصورة واحدة.
والصواب مذهب سيبويه في أنها واحدة, لأن اختلاف الأحكام والمعاني إذا لم يتوجه إلا على اختلاف وضع الحرف, صار بمنزلة حرفين مختلفين في الصورة فلهذا كانت لام الابتداء غير لام الإضافة, وليس كذلك حتى في حروف الابتداء وحروف الغاية, لأنها إنما تختلف الأحكام فيها والمعاني بحسب ما يصحبها من: أن, أو تجريدها من هذا الحرف, وذلك لا يخرجها من أن يكون أصل وضعها على حد واحدٍ, فتكون حرفًا واحدًا ليس بمنزلة لام الابتداء ولام الإضافة, ولكن بمنزلة الحرف الذي تصحبه: أن, فينصب به, ويجرد من: أن, فلا ينصب به, وذلك كحروف العطف في: الواو, والفاء, وأو.
وتقول: سرت إلى يوم الجمعة وحتى أدخلها, فتعطف بحرف الابتداء على حرف الغاية, وإن خرج عن المشاكلة, لأنه عطف جملة على جملة باختلاف المعنى.
وقال امرؤ القيس:
سريت بهم حتى تكل مطيهم ... وحتى الجياد ما يقدن بأرسان