الطبقة السادسة (بنو أميّة، وكانت دار ملكهم بها مدينة قرطبة)
وأوّل من ملكها منهم (عبد الرحمن بن «١» معاوية) بن هشام، بن عبد الملك، بن مروان، بن الحكم، ويعرف (بعبد الرحمن الداخل) . وذلك أن بني العبّاس لما تتبّعوا بني أميّة بالقتل، هرب عبد الرحمن المذكور، ودخل الأندلس واستولى عليها في سنة تسع وثلاثين ومائة من الهجرة، وقصده بنو أميّة من المشرق والتجأوا إليه. وتوفّي في ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ومائة.
وملك بعده ابنه (هشام) وتوفّي سنة ثمان وسبعين ومائة.
واستخلف بعده ابنه (الحكم) وفي أيامه استعاد الفرنج مدينة برشلونة في سنة خمس وثمانين ومائة، وتوفّي لأربع بقين من ذي الحجة سنة ستّ ومائتين.
وأقام في الملك بعده ابنه (عبد الرحمن) وتوفّي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وملك بعده ابنه (محمد) وتوفّي في سلخ صفر سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وعمره خمس وستون سنة.
وملك بعده ابنه (المنذر) وتوفيّ لثلاث عشرة ليلة بقيت من صفر سنة خمس وسبعين ومائتين.
وبويع أخوه (عبد الله) يوم موته، وتوفّي في ربيع الأوّل سنة ثلاثمائة.
وولي بعده ابن ابنه (عبد الرحمن) بن محمد المقتول ابن عبد الله المتقدّم ذكره، وخوطب بأمير المؤمنين، وتلقب بالناصر بعد أن مضى من ولايته تسع وعشرون سنة، عندما بلغه ضعف خلفاء العباسيين بالعراق وظهور الخلفاء