ملك إصطنبول، وأنه كتب إليه في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة:
أصدرناها إلى حضرة الملك الجليل، المكرّم، البطل، الهمام، الأسد، الضّرغام، فلان، مجد النّصرانية، فخر العيسويّة، عماد بني المعموديّة، جمال الطائفتين الرومية والفرنجيّة، ملك مونفراد، وارث التاج، معزّ الباب، أدام الله بقاه، وحفظه ووقاه، وأورثه من أبيه تخته وتاجه وولّاه، تتضمن إعلامه كذا وكذا.
ثم قال: هذا ما وجدته مسطورا في رسم المكاتبة المذكورة، ولم يكتب إليه شيء في مدّة مباشرتي. ولم أدر ما تعريفه، ولا في أيّ قطع يكتب إليه. قال: والذي يظهر أنه يكتب إليه في قطع العادة، وأن يكون تعريفه «ملك مونفراد» .
الحادية عشرة- المكاتبة إلى صاحبة نابل
«١» وقد ذكر في «التثقيف» أنه كان اسم صاحبتها جوانا، وأنه كتب إليها في أواخر سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ما صورته:
صدرت هذه المكاتبة إلى الملكة، الجليلة، المكرّمة، المبجّلة، الموقّرة، المفخّمة، المعزّزة، فلانة، العالمة في ملّتها، العادلة في مملكتها، كبيرة دين النّصرانية، بصيرة الأمّة العيسوية، حامية الثغور، صديقة الملوك والسلاطين. ثم الدعاء، تتضمّن إعلامها، وتعريفها «صاحبة نابل» ولم يذكر قطع الورق لمكاتبتها، ولا خفاء أنه يكتب إليها في قطع العادة لصغر مقامها.
قلت: فإن ولي مملكتها رجل، فينبغي أن يكتب إليه بهذه المكاتبة على التذكير أو أعلى من ذلك، لميزة الرجال على النساء. وهؤلاء جملة من تعرّض إلى مكاتبته في «التعريف» و «التثقيف» من ملوك الكفر، فإن اتفقت المكاتبة إلى أحد سواهم فليقس على من هو مثله منهم. ثم قد ذكر في «التثقيف» القنصل بكفا، وذكر أنها جارية في حكم جنوة، وأنه لم يكتب إليه شيء عن المواقف الشريفة، ولا خفاء في ذلك، فإن مقام القنصل دون أن يكاتب عن الأبواب السلطانية.