وفي الهداية والتحصيل: إنه روي عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: «السابقون الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سُئلوه بذلوه، وحكموا للناس حكمهم لأنفسهم» (١).
وهذا الحديث لا نعلم متنه ولا إسناده، ومع ذلك فليس فيه إلا صفة السابقين لا تعيينهم.
فهذا هو الاختلاف الموجود لهم في تفسير الآية، وخرج من ذلك أن السابقين الذين هم المقربون، من المفسرين من يقول: إنهم أصحاب الأنبياء عليهم السلام، أخذ ذلك من لفظ السبق، بأن كان أولئك هم المبادرون إلى الإيمان بهم والتصديق لهم.
ومنهم من قصر ذلك على أصحاب النبي - عليه السلام - فجعل الآية فيهم خاصة.
ومنهم من خصص بعض أصحاب النبي - عليه السلام - فجعلهم المهاجرين أو من صلى القبلتين من الصحابة.
ومنهم من جعل السابقين من كل أمة دون أن يقتصر بهم على أصحاب الأنبياء.
واعتبر مجاهد السبق إلى الجهاد والسبق إلى الصلاة.
وأما ابن سلام ففسر السابقين باعتبار أهل الجنة، وذلك يقتضي استغراق كل من هو سابق من أول الدنيا إلى قيام الساعة.
(١) رواه أحمد (٦/ ٦٧) والبيهقي في الشعب (٧/ ٥٠٤) بسند فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.