وإعلام الصحابي فيه أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يعن بذلك إلا أبا بكر وبلالا، ولم يذكر - عليه السلام - علي بن أبي طالب لصغره، وكونه ملازما له كما لم يذكر خديجة لكونها زوجته على أن إسلام علي بعد خديجة مشهور، لكنه كان صغيرا، ولم يُظهر إسلامه أولا بسبب أبيه، وأبو بكر حين (١) أسلم أظهر إسلامه.
وأما زيد بن حارثة فإسلامه حينئذ على ما قال ابن إسحاق غير مشهور.
وقد روي عن الشعبي (٢)
أنه قال: سألت أو سئل ابن عباس أي الناس كان أول إسلاما، فقال: أما سمعت قول حسان بن ثابت:
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها ... بعد النبي وأوفاها بما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده ... وأول الناس منهم صدق الرسلا
وروي أن النبي - عليه السلام - قال لحسان: «هل قلت في أبي بكر شيئا؟ قال: نعم، وأنشده هذه الأبيات، فسُر النبي - عليه السلام - بذلك، وقال له: أحسنت». ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر في كتاب الصحابة (٣)، وفيه نظر.
(١) في (ب): عندما.
(٢) رواه الحاكم (٤٤١٤) والبيهقي (٧/ ١٤ - ٣٣٦) والطبراني في الكبير (١٢/ ٨٩) والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ٥١) وأحمد في فضائل الصحابة (١/ ١٣٣) وابن عبد البر في الاستيعاب (٣/ ٩٦٤) بسند فيه مجالد بن سعيد, وهو ضعيف.
وحكم بنكارته أبو حاتم في العلل (٢/ ٣٨٢).
(٣) الاستيعاب (٣/ ٩٦٤).