وحديث عائشة (رضي الله عنها) (١) قالت: سألت خديجة النبي - عليه السلام - عن أولاد المشركين، فقال: «هم مع آبائهم»، ثم سألته بعد ذلك فقال: «الله أعلم بما كانوا به عاملين» ثم سألته بعدما استحكم الإسلام، فنزلت: «ولا تزر وازرة وزر أخرى» فقال: «هم على الفطرة أو قال: في الجنة» (٢).

وحديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «سألت ربي عن اللاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم، فأعطانيهم» (٣).

(١) من (ب).
(٢) لم أقف عليه بهذا التمام.
(٣) رواه أبو يعلى (٤١٠١ - ٤١٠٢) وابن الجعد (٢٩٠٦) من طريق عبد العزيز الماجشون عن محمد ابن المنكدر عن يزيد الرقاشي عن أنس.
ويزيد الرقاشي ضعيف.
وتابع الماجشون عليه: ابن أبي سلمة، رواه ابن عبد البر في التمهيد (١٨/ ١١٧).
وخالفهما عبد الرحمن بن إسحاق.
فرواه عن محمد بن المنكدر عن أنس، فأسقط الرقاشي.
خرجه أبو يعلى (٣٦٣٦) وعنه ابن عدي في الكامل (٥/ ١٥٠).
لكن في سنده عمرو بن مالك البصري ضعيف.
وتابع عبد الرحمن بن إسحاق: عبد الرحمن بن حسان الكناني ثنا محمد بن المنكدر عن أنس، خرجه الضياء (٧/ ٢٠٢) من طريق صفوان بن صالح ثنا الوليد عنه به.
وصفوان بن صالح والوليد بن مسلم يدلسان ويسويان، فلعل أحدهما أسقط الرقاشي بين ابن المنكدر وأنس. ... =
= فالصحيح في هذا الحديث من هذه الطريق هو من طريق الرقاشي عن أنس.
والرقاشي ضعيف كما تقدم.
ورواه مرة أخرى عبد الرحمن بن إسحاق فقال عن الزهري عن أنس.

خرجه أبو يعلى (٣٥٧٠) والطبراني في الأوسط (٥٩٥٧) وابن عدي (٤/ ٣٠٢ - ٦/ ١٩) من طريق عبد الرحمن بن المتوكل عن فضيل بن سليمان عنه به.
لكن عبد الرحمن بن المتوكل هو أبو سعد القارئ البصري لم يوثقه غير ابن حبان (٨/ ٣٧٩).
قال الحافظ في الفتح (٣/ ٢٤٦) بعد أن عزاه لأبي يعلى عن أنس: إسناده حسن.
فلعله يقصد لغيره.
وروى الحديث ابن عباس، لكن قال فيه: الله أعلم بما كانوا عاملين. خرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٣٣٠) والأوسط (١٩٩٧) قال: حدثنا أحمد بن عمرو نا عبد الواحد بن غياث نا أبو عوانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عنه، وسنده جيد.