قال تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ … } البقرة: ١٠٢.
قال الطبري: «يعني بقوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} الفريق من أحبار اليهود وعلمائها، الذين وصفهم الله -جل ثناؤه- بأنهم نبذوا كتابه الذي أنزله على موسى، وراء ظهورهم، تجاهلًا منهم وكفرًا بما هم به عالمون، كأنهم لا يعلمون.
فأخبر عنهم أنهم رفضوا كتابه الذي يعلمون أنه منزل من عنده على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ونقضوا عهده الذي أخذه عليهم في العمل بما فيه، وآثروا السحر الذي تلته الشياطين في ملك سليمان بن داود فاتبعوه، وذلك هو الخسار والضلال المبين» (١).
١٢ - إيقادهم للحروب وإفسادهم في الأرض.
قال تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} المائدة: ٦٤.
«أولئك أعداء الله اليهود، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، فلن تلقى اليهود ببلد إلا وجدتهم من أذل أهله، «و» لقد جاء الإسلام حين جاء، وهم تحت أيدي المجوس أبغض خلقه إليه» (٢).
فهم «يجتهدون في الكيد للإسلام وأهله، ويسعون لإثارة الفتن بين المسلمين» (٣).
١٣ - أكلهم أموال الناس سحتًا وباطلًا مع تعاطيهم الربا وهم سادة البشر في ذلك.
كما قال تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٦٢)} المائدة.
ومن ذلك قوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
(١) تفسير الطبري (٢/ ٤٠٥).
(٢) المرجع السابق (١٠/ ٤٦١).
(٣) صفوة التفاسير (١ ص ٣٥٣).