يقول (١): «الجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} بدعة» (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس في الجهر بها حديث صريح، ولم يروِ أهل السنن المشهورة كأبي داود والترمذي والنسائي شيئًا من ذلك، وإنما يوجد الجهر بها صريحًا في أحاديث موضوعة يرويها الثعلبي والماوردي وأمثالهما في التفسير، أو في بعض كتب الفقهاء الذين لا يميزون بين الموضوع وغيره، بل يحتجون بمثل حديث الحميراء» (٣) (٤).

وقال -رحمه الله- أيضًا: «والموضوعات في كتب التفسير كثيرة مثل الأحاديث الكثيرة الصريحة في الجهر بالبسملة» (٥).

وقال الألباني -رحمه الله- (٦): «والحق أنه ليس في الجهر بالبسملة حديث صريح صحيح،

=البر بن عاصم النمري الأندلسي، القرطبي، المالكي، صاحب التصانيف الفائقة. سير أعلام النبلاء (١٥٤) وما بعدها.
(١) الحافظ، فقيه العراق، أبو عمران، إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن النخع النخعي (٤٧ هـ -٩٦ هـ) تابعي وفقيه وقارئ كوفي، وأحد رواة الحديث النبوي، وهو ابن أخي علقمة بن قيس النخعي، وأمه هي مليكة بنت يزيد النخعية أخت الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد النخعي وهم من كبار تابعي أهل الكوفة. وقد أدرك عددًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. سير أعلام النبلاء (٢١٣).
(٢) الاستذكار (١/ ٤٥٨)
(٣) مجموع الفتاوى (٢٢/ ٤١٥)، والفتاوى الكبرى (٢/ ١٦٦).
(٤) قال ابن القيم -رحمه الله-: «وكل حديث فيه «يا حميراء» أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق مثل: يا حميراء، لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا، وحديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء» ا. هـ المنار المنيف (ص: ٦١) ونقله العجلوني في كشف الخفاء (١/ ٤٥٠).
قال الذهبي -رحمه الله-: «وقد قيل: إن كل حديث فيه يا حميراء لم يصح» ا. هـ سير أعلام النبلاء (٢/ ١٦٧). وينظر آثارًا أخرى في: السنن الصغرى للبيهقي (١/ ١٥٧) والسنن الكبرى (١/ ٧) مصباح الزجاجة (٣/ ٨١) الكامل (٢/ ٥٩) المجروحين (٢/ ٢٩).
(٥) مجموع فتاوى ابن تيمية (٢/ ٣٠٣).
(٦) محدِّث العَصر الإمام العلَّامة: محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الأشقودري الألباني=