والخلاصة: أن من معاني الاعتكاف في اللغة: الملازمة والحبس والإقبال والإقامة والمواظبة.
وأضاف الشرع إليه أن يقصد القربة لله تعالى فيه. والله تعالى أعلم.
قال تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠)} الأعراف:١٥٠.
٦٠/ ٥ - قال ابن عقيل: ({وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} الأعراف:١٥٠، وهو النهاية في الغضب اهـ) (١).
الدراسة:
ذكر العلماء في الأسِف معنيين (٢):
المعنى الأول: النهاية في الغضب وهو تفسير أبي الدرداء - رضي الله عنه - (٣) حيث قال: (الأسف: منزلة وراء الغضب أشد من ذلك) (٤)، وهو قول ابن عقيل، واختيار الزجاج (٥).
المعنى الثاني: شدة الحزن.
(١) الواضح ٢/ ٣٨١.
(٢) ينظر: جامع البيان ١٠/ ٤٤٩، الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز ومعانيها ص ١٣٣.
(٣) هو أبو الدرداء صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشهور بكنيته واختلف في اسمه فقيل هو: عويمر بن زيد بن قيس، ويقال: عويمر بن عامر، ويقال: ابن عبد الله، وقيل: ابن ثعلبة بن عبد الله الأنصاري الخزرجي قاضي دمشق وسيد القراء فيها روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة أحاديث، مات سنة ٣٢ هـ، له ترجمة في: الإصابة ٤/ ٧٤٧، سير أعلام النبلاء ٢/ ٣٣٥.
(٤) جامع البيان ١٠/ ٤٥٠، تفسير ابن كثير ٣/ ١٤٧٨.
(٥) معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٣٧٨.