- وإلى هذا القول ذهب: الإمام الطحاوي - والإمام أبو المظفر السمعاني. (١)
- وهذا القول مؤيد بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه). (٢)
٣ - أن قوله تعالى: {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} البقرة:٢٠٣ جاء للدلالة على أن التعجل والتأخر، مخير فيهما، وبيان أن كلا الأمرين مباح لا حرج فيه. إذ أن أهل الجاهلية كانوا فريقين:
منهم من جعل المتعجل آثماً، ومنهم من جعل المتأخر آثماً، فورد القرآن بنفي الإثم عنهم جميعاً.
- وهذا قول: ابن عباس - ومجاهد - والحسن - وعكرمة. (٣)
٤ - أن قوله تعالى: {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} البقرة:٢٠٣ المرا د منه: أنه لا إثم عليه، إن اتقى الله جل وعلا فيما بقي من عمره.
وهذا قول: ابن عباس - وقتادة - وأبي العالية. (٤)
الترجيح: جميع الأقوال المتقدمة يصح أن تكون جواباً عن الإشكال الوارد على الآية، وبياناً للمراد بها، وليس بعضها أولى بالترجيح من بعض.
وبهذا يتبين أن ما قاله الإمام الطحاوي هو أحد الأقوال الواردة في المراد بالآية.
والله تعالى أعلم.
(١) انظر: تفسير أبي المظفر السمعاني (١/ ٢٠٧) وتفسير الزمخشري (١/ ٤١٥).
(٢) أخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب الصوم - باب: صوم المسافر - (حـ ٣٥٦٨ - ٨/ ٣٣٣)
والطبراني في المعجم الكبير (حـ ١٠٠٣٠ - ١٠/ ٨٤).
(٣) انظر: تفسير ابن عطية (٢/ ١٣٤) وتفسير الزمخشري (١/ ٤١٥).
(٤) تفسير الماوردي (١/ ٢٦٤)