والنشور هو الحياة بعد الموت. مأخوذ من: (نشر الثوب) لأن الميت كالمطوي، لأنه مقبوض عن التصرف بالموت، فإذا حيى وانبسط بالتصرف، قيل: نشر وأنشر.
ومعنى الآية، أي: وانظر إلى العظام كيف نحييها.
ومن ذلك قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ} الأنبياء:٢١ أي يبعثون الموتى. وقوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} عبس:٢٢ أي: ثم إذا شاء أحياه. (١)
القراءة الثالثة: {نَنشُرُها} بفتح (النون) الأولى، وضم (الشين مع الراء).
- وهي قراءة: الحسن - وأبان عن عاصم - وأبي حيوة.
القراءة الرابعة: {نَنشُزُها} بفتح (النون) الأولى، وضم (الشين مع الزاي).
- وهي قراءة: ابن عباس - وقتادة - والنخعي - والأعمش.
القراءة الخامسة: (نُنْشِيهَا): بضم (النون) الأولى، وكسر (الشين)، وإبدال (الراء - ياءً).
- وهي قراءة: أُبي بن كعب.
ومعنى (كيف ننشيها) أي: كيف نخلقها. (٢)
الترجيح: القراءة الأولى والثانية: قراءة سبعية ثابتة من حيث الصحة، خلافاً للقراءات الباقية.
وأما من حيث المعنى: فإن جميع القراءات متقاربة في المعنى، إلا أن القراءة الأولى هي الأولى، وذلك لأمرين:
١ - أن العظام نفسها لا توصف بالحياة، فلا يقال: (قد حيى العظم) وإنما يوصف بالإحياء صاحبها، ولذلك قال الله جل وعلا: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ} البقرة:٢٥٩، ولم يقل: (وانظر إلى صاحب العظام).
(١) انظر: السبعة في القراءات لابن مجاهد (١٨٩). والنشر في القراءات العشر (١/ ٢٣١).
وتفسير السمرقندي (١/ ٢٢٦). وتفسير الماوردي (١/ ٣٣٣). وتفسير البغوي (١/ ٣٢٠).
(٢) انظر: تفسير ابن الجوزي (١/ ٢٧١). وتفسير أبي حيان (٢/ ٦٣٧).