وبهذا يتبين أن ما قاله الإمام الطحاوي هو القول الصواب في المراد بالآية. والله تعالى أعلم.
قوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٥٩)} البقرة:٢٥٩.
قال أبو جعفر الطحاوي: قوله عز وجل: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} البقرة:٢٥٩ في قراءة بعضهم، وفي قراءة غيره منهم: {نُنشِرُها}.
(شرح مشكل الآثار - ٨/ ١٤٠).
الدراسة
بين الإمام الطحاوي بعض القراءات الواردة في قوله جل وعلا: {نُنْشِزُهَا} البقرة:٢٥٩.
وإليك بيان جميع القراءات الواردة في هذه الآية:
القراءة الأولى: {نُنْشِزُهَا} بضم (النون) الأولى وكسر (الشين)، وضم (الزاي)
- وهي قراءة: عاصم - والكسائي- وحمزة - وابن عامر.
قال أهل اللغة: أصل (النشز): الحركة والارتفاع. يقال: (نشز الشيء) إذا تحرك.
ويقال: (نشزت المرأة عن زوجها) - أي: ارتفعت عن طاعة زوجها.
ومعنى الآية، أي: وانظر إلى العظام كيف نرفعها من الأرض، ونردها إلى مكانها من الجسد، ونركب بعضها على بعض.
القراءة الثانية: {نُنشِرُها} بضم (النون) الأولى، وكسر (الشين)، وضم (الراء).
- وهي قراءة: ابن كثير - ونافع - وأبي عمرو.