٢ - بين أن الآيات المتشابهات: لا يعلم المراد بها إلا الله جل وعلا.
وأن موقف أهل العلم من الآيات المتشابهات: هو الاجتهاد في معرفة المراد بها، عن طريق عرضها على الآيات المحكمات، فإن بأن المراد بها عملوا بها. وإن تعذر معرفة المراد بها، توقفوا عن القول فيها بغير علم، وآمنوا بها، وردوا معرفة المراد بها إلى منزلها جل وعلا.
٣ - بين أن المراد بـ (الزيغ) في الآية هو: الجور عن الاستقامة وعن العدل.
٤ - بين أن المراد بـ (ابتغاء الفتنة) في الآية هو: إفساد ذات البين.
وإليك بيان كل مسألة من المسائل المتقدمة:-
المسألة الأولى: الأقوال في المراد بالآيات المحكمات - والآيات المتشابهات:
القول الأول: أن الآيات المحكمات هي:
أ- الآيات الثلاث التي في آخر سورة الأنعام: من قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ.} الأنعام:١٥ - ١٥٣
ب- والآيات التي في سورة الإسراء. من قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} الإسراء:٢٣. إلى قوله جل ذكره: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} الإسراء:٣٨
والآيات المتشابهة هي: ما تشابه عليهم نحو: حروف التهجي التي في أوائل السور.
- وهذا قول: ابن عباس رضي الله عنه. (١)
القول الثاني: أن الآيات المحكمات هي: التي لم تتكرر ألفاظها.
والآيات المتشابهة هي: التي تكررت ألفاظها.
- وهذا قول: ابن زيد. (٢)
القول الثالث: أن الآيات المحكمات هي: ناسخة وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وما يؤمن به ويعمل به.
والآيات المتشابهات هي: منسوخه، ومقدمه ومؤخره، وأمثاله وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به.
وهذا قول: ابن عباس - وقتادة - والربيع - والضحاك.
(١) معاني القرآن للنحاس (١/ ٣٤٤).
(٢) تفسير الطبري (٣/ ١٧٤).