ولذلك كان أحسن الدعاء وأفضله ما ورد في قوله جل وعلا: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} البقرة:٢٠١، فهذا أولى من التمني والطلب لشيء معين، إذ كان أعم الدعاء وأكمله. (١)
وبهذا يتبين صحة ما قاله الإمام الطحاوي في المراد بالآية. والله تعالى أعلم.
قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (٣٣)} النساء:٣٣
(١) قال أبو جعفر الطحاوي: عن جبير بن مطعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا حلف في الإسلام، وأيُّما حلف كان في الجاهلية، فلم يزده الإسلام إلا شدة" (٢)
فقال قائل: كيف تقبلون هذا وأنتم تروون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قد حالف في الإسلام بين المهاجرين والأنصار.
فذكر عن أنس بن مالك، قال: حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار في دارنا فقيل له: أليس قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ولا حلف في الإسلام" فقال: حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار في دارنا. (٣)
(١) تفسير الرازي (١٠/ ٨١).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب: فضائل الصحابة - باب: مؤاخاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه (حـ ٦٤١٢ - ١٦/ ٢٩٩).
وأبو داود في سننه - كتاب: الفرائض - باب: في الحلف (حـ ٢٩٢٥ - ٣/ ٣٣٨).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب: الكفالة - باب: قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} النساء:٣٣
(حـ ٢١٧٢ - ٢/ ٨٠٣) - ومسلم في صحيحه - كتاب: فضائل الصحابة - باب: مؤاخاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه - (حـ ٦٤١٠ - ١٦/ ٢٩٨).