١ - بأن اقتران (غير) (بالقاعدين) يكاد يوجب الرفع على أنه صفة، لأن الاستثناء ينبغي أن يكون بعد تمام الكلام. فتقول مثلاً: (لا يستوي المحسنون والمسيئون إلا فلاناً). (١)
٢ - أنه يلزم من هذا القول: أن الله جل وعلا كلف عباده بما لا يطيقون حيث سوى بين القاعدين الأصحاء والقاعدين لعجز، ثم رفع التكليف عن القاعدين لعجزهم، وهذا قول باطل لا يصح الأخذ به. (٢)
القراءة الثانية: بالرفع: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} النساء:٩٥.
- وهذه قراءة: ابن كثير - وأبي عمرو - وعاصم - وحمزة. (٣)
- وفي هذه القراءة من الناحية الإعرابية وجهين:
١ - الرفع على أن كلمة (غير) صفة للقاعدين.
لأنه لم يقصد بالقعدين قوم بأعيانهم، بل أراد بهم الجنس، فصاروا نكرة، فجاز وصفهم بـ (غير). والمعنى: (لا يستوي القاعدون الأصحاء الذي هم غير أولي الضرر والمجاهدون). (٤)
٢ - الرفع على أن كلمة (غير) بدل من القاعدين.
والمعنى: (لا يستوي من كان من غير أولي الضرر مع المجاهدين). (٥)
وحجة من اختار هذه القراءة: أن (غير) متى كانت صفة، كان المقصود من الاستثناء حاصلاً منها، لأنها في كلتا الحالتين أخرجت (أولي الضرر) من تلك المفضولية.
إلا أنه لما كان الأصل في كلمة (غير) أن تكون (صفة). كانت القراءة بالرفع على أنها صفة أولى. (٦)
القراءة الثالثة: بالجر: {غيرِ أُولِي الضَّرَرِ} النساء:٩٥.
- وهذه قراءة: الأعمش - وأبي حيوة. (٧)
- وفي هذه القراءة من الناحية الإعرابية وجهين:
١ - الجر لكلمة (غير) على أنها صفة للمؤمنين.
(١) معاني القرآن للفراء - (١٢٢).
(٢) شرح مشكل الآثار للطحاوي (٤/ ١٥٥).
(٣) السبعة لابن مجاهد (٥/ ٢٣٧).
(٤) انظر: معاني القرآن للزجاج (٢/ ١٠٠) - ومعاني القرآن للأخفش (١/ ٤٥٣).
(٥) تفسير أبي حيان (٤/ ٣٥).
(٦) تفسير الرازي (١١/ ٧).
(٧) تفسير ابن عطية (٤/ ٢١٩).