وقراءة: عاصم - والكسائي - وخلف - ويعقوب. (١)
القراءة الثالثة: (مَلِكُ): بفتح الميم، وكسر اللام، وضم الكاف.
- وهي قراءة: عائشة - سعد بن أبي وقاص - ومورق العجلي - رضي الله عنهم (٢)
ثانياً: أوجه ترجيح كلاً من القراءتين.
- أ- أوجه ترجيح قراءة: (مَلِكِ يوم الدين):
١ - أن لفظة (مَلِكِ) أعم من لفظة (مالك) إذا كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكا. (٣)
قال الطبري: (وأولى التأويلين بالآية وأصح القراءتين في التلاوة عندي: التأويل الأول، وهي قراءة من قرأ (مَلِكِ) بمعنى: المُلك، لأن في الإقرار له بالانفراد بالملك، إيجاباً لانفراده بالمِلْكِ، وفضيلة زيادة الملك على المَالك، إذ كان معلوماً أن لامَلِك إلا وهو مالكُ، وقد يكون المالك لاملكاً.) (٤).
وقد ذكر الإمام الطحاوي هذا الوجه في الترجيح نقلاً عن أبي عبيد القاسم بن سلام.
٢ - أن الله تعالى قد أخبر عباده في الآية التي قبل هذه الآية وهي قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣)} الفاتحة:٢ - ٣. قد أخبرهم بأنه مالك جميع العالمين، والرحيم بهم في الدنيا والآخرة.
وعلى هذا فقراءة (مالك) تكرار وإعادة لما قد وصف الله به نفسه في الآية المتقدمة.
أما قراءة (مَلِكِ) فليس فيها تكرار للمعنى المتقدم، إذ أن قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} الفاتحة:٤ بمعنى إخلاص المُلك له يوم الدين. (٥).
(١) انظر: تفسير ابن عطية (١/ ٦٦) - وتفسير أبي حيان (١/ ٣٦).
(٢) تفسير أبي حيان (١/ ٣٦).
(٣) الحجة لابن خالويه (٦٢).
(٤) تفسير الطبري (١/ ٩٥).
(٥) تفسير الطبري (١/ ٩٥).