وقال شيخ الإسلام ابن تيْميَّة: «كان إصلاح ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي السيد بين فئتين من المؤمنين بنزوله عن الأمر عام إحدى وأربعين، في شهر جمادى الأولى، وسُمِّي: عام الجماعة لاجتماع الناس على معاوية» (١).
وذهب آخرون إلى أنها كانت سنة أربعين.
قال أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي: «بويع معاوية سنة أربعين، وهو عام الجماعة» (٢).
وقال ابن كثير: «المشهور أن مبايعة الحسن لمعاوية كانت في سنة أربعين، ولهذا يُقال له: عام الجماعة، لاجتماع الكلمة فيه على معاوية، والمشهور عند ابن جرير وغيره من علماء السير أن ذلك كان في أوائل سنة إحدى وأربعين» (٣).
فوائد من قصة الصلح بين الحسن ومعاوية
قال الحافظ ابن حجر: «وفي هذه القصة من الفوائد:
- علم من أعلام النبوة، ومنقبة للحسن بن علي، فإنه ترك الملك لا لقلة، ولا لذلة، ولا لعلة، بل لرغبته فيما عند الله لما رآه من حقن دماء المسلمين فراعى أمر الدين ومصلحة الأمة.
- وفيها: ردٌّ على الخوارج الذين كانوا يكفرون عليَّاً ومن معه، ومعاوية ومن معه، بشهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - للطائفتين بأنهم من المسلمين، ومن ثم كان سفيان بن عيينة يقول عقب هذا الحديث: قوله: «من المسلمين» يعجبنا جداً.
- وفيه: فضيلة الإصلاح بين الناس، ولا سيما في حقن دماء المسلمين.
- وفيه: دلالة على رأفة معاوية بالرعية، وشفقته على المسلمين، وقوة نظره في تدبير الملك، ونظره في العواقب.
- وفيه: ولاية المفضول الخلافة مع وجود الأفضل، لأن الحسن ومعاوية ولي كل منهما الخلافة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد في الحياة، وهما بدريان.
- وفيه جواز خلع الخليفة نفسه، إذا رأى في ذلك صلاحا للمسلمين.
(١) مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٩).
(٢) إسناده صحيح إلى أبي مسهر: أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص: ١٩٠).
(٣) البداية والنهاية (١١/ ١٣٣).