بن مريم لم يزد على هذا، وإنما يعنى ما كتب، فرضوا وانصرفوا» (١).
إنَّ إسلام النجاشي والذي هو ملك الحبشة، وتحوله عن دين النصرانية التي أسس دعائم ملكه عليها، ليس أمراً سهلاً، فمعنى إسلامه أنَّ عرشه مهدّد بالسقوط، وملكه مهدّد بالزوال من البطارقة والقساوسة وسائر شعبه.
فيا له من إيمان صادق وقوي.
وبذلك بقي جعفر وأصحابه في الحبشة إلى أن قدموا على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في غزوة خيبر.
ولما توفي النجاشي طلب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الصحابة الاستغفار له والصلاة عليه:
فعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: «نعى (٢) لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - النجاشى صاحب الحبشة، يوم الذى مات فيه فقال: «استَغفِروا لأخيكم».
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صف بهم بالمصلى فكبر عليه أربعا» (٣).
وفي رواية عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «إن أخاكم النجاشى قد مات فقوموا فصلوا عليه» (٤).
(١) سيرة ابن هشام (١/ ٣٤٠).
(٢) نعى النجاشي: أخبر بموته.
(٣) أخرجه البخاري (١/ ٤٤٦)، رقم (١٢٦٣)، ومسلم (٢/ ٦٥٦)، رقم (٩٥١)، والبيهقي (٤/ ٣٥)، رقم (٦٧٢٣).
(٤) أخرجه مسلم (٢/ ٦٥٧)، رقم (٩٥٢)، والنسائى (٤/ ٦٩)، رقم (١٩٧٠)، وابن حبان (٧/ ٣٦٥)، رقم (٣٠٩٩).