زَوْجَتُكَ فِي الدُّنيا والآخرة" (١).
وما رواه الحاكم عن عائشة - رضي الله عنها -: أنّ رسول الله ذكر فاطمة - رضي الله عنها -، قَالَتْ: فَتَكَلَّمْتُ أَنَا فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ قُلْتُ: بَلَى والله، قَالَ: فَأَنْتِ زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" (٢).
أمَّا من زعم أنّ عائشة - رضي الله عنها - ظهر منها في حياته - صلى الله عليه وسلم - ما يوجب كفْرها، فيدحضه قوله تعالى: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ (١٠)} الممتحنة.فلو ظهر منها شيء من ذلك ما أمسك النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعصمتها.
هذا وهناك مطاعن أخرى، وشبهات لا تكاد تنقضي، وحسبنا ما رددنا عليه، ليَقِفَ العاقلُ على أطلالِ الباطل، ويطَّلع على آثارِ فِكْرٍ عاطل، لتبقى النَّفسُ مستكينةً للحقِّ مُبْصِرةً للصِّدق، والحقُّ أحقُّ أن يتَّبع، والباطل حقيق بأَنْ يُتْرَكَ ولا يستمع، وفيما أشرت غنى لمن وفَّقه الله تعالى ووعى، وفيما رويناه عن عائشة أصدق ردّ وأبلغه.
أحاديث موضوعة في حقِّ عائشة - رضي الله عنها -
ولَّد المولِّدون، ووضع الوضَّاعون أحاديث كثيرة يطعنون بها على عائشة - رضي الله عنها - وغيرها حتَّى شبعوا من لحوم الغوافل، وأذاعَ وأشَاعَ هذه الأخبار مَنْ ضيَّع وأضاع، ولعمر الله لو تابوا وأصلحوا لكان خيراً لهم، فويل لآكلي لحوم النَّاس،
(١) الألباني "التّعليقات الحسان على صحيح ابن حبّان" (ج ١٠/ص ١٨٠/رقم ٧٠٥٢).
(٢) الحاكم "المستدرك" (ج ٤/ص ١٠) كتاب معرفة الصّحابة، وقال الحاكم: الحديث صحيح ولم يخرّجاه، ووافقه الذّهبي.