الله أو من الموت. {لَهُ قَلْبٌ} أي: واع؛ لأن من لا يحضر ذهنه كالغائب، وإلقاء السمع:
الإصغاء. {وَهُوَ شَهِيدٌ} أي: حاضر. وقيل: أي: شاهد على صحته وأنه من الله، أو هو بعض الشهداء في قوله تعالى: {لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ} (١).
وقيل: شاهد من أهل الكتاب على صدقه وصحة ما جاء به في كتب الأولين فصدق به وآمن. اللغوب: الإعياء، وقرئ بالفتح (٢) كالقبول والولوع؛ كذب الله اليهود في هذه الآية حيث زعموا أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام أولها الأحد، وآخرها الجمعة، ثم استراح يوم السبت، واليهود مشبهة، والمشبهة من هذه الأمة أخذوا تلك العقائد من اليهود.
{فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (٤٠)}
{فَاصْبِرْ عَلى ما} يقول اليهود ويكيدونك به. وقيل: على أذى جميع المشركين. وقيل:
نسخت بآية السيف، والصحيح أنها ليست منسوخة؛ فإن الصبر مطلوب مثاب عليه لم ينسخ (٣).
{بِحَمْدِ رَبِّكَ} حامدا له، وقيل: المراد: الصلاة. {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (٢٧٤ /أ) صلاة الصبح. {وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} صلاة الظهر والعصر. {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ} صلاة المغرب والعشاء. وقيل: قوله {وَمِنَ اللَّيْلِ} المراد به التهجد {وَأَدْبارَ السُّجُودِ} التسبيح في آثار الصلوات، والسجود والركوع يعبر بهما عن الصلاة. وقيل: النوافل بعد المكتوبات. وعن علي رضي الله عنه: الركعتان بعد المغرب (٤). وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من صلى بعد المغرب قبل أن يتكلم ركعتين كتبت صلاته في عليين " (٥).
(١) سورة البقرة، الآية (١٤٣).
(٢) قرأ بها السلمي وعلي بن أبي طالب وطلحة بن مصرف ويعقوب. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ١٢٩)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ١٨١)، الكشاف للزمخشري (٤/ ١١)، المحتسب لابن جني (٢/ ٢٨٥).
(٣) ينظر: الكشاف للزمخشري (٤/ ٣٩٢).
(٤) رواه الطبري في تفسيره (٢٦/ ١٨٢).
(٥) قال الحافظ ابن حجر في" الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف " (ص: ١٥٩) " رواه ابن أبي -