ل «يجرمنكم»، أي: لا يكسبنكم العدوان التعدي. {وَلا تَعاوَنُوا} أي: ولا تتعاونوا على موجبات الإثم.
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} إلا السمك والجراد، والجنين يوجد في بطن الأم بعد ذبحها، {وَالدَّمُ} إلا الكبد والطحال {وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} وكذا عظمه ومخه وسائر أجزائه (١)، والإهلال: رفع الصوت، وكانوا إذا ذبحوا لأصنامهم رفعوا أصواتهم بالذبح باسمها.
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣) يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٥)}
{وَالْمَوْقُوذَةُ} المقتولة بالمثقل {وَالنَّطِيحَةُ} بمعنى: المنطوحة {وَما أَكَلَ السَّبُعُ} ولم يبق فيه حياة مستقرة. وفي «النصب» قولان:
أحدهما: الأصنام، قال الأعشى من الطويل:
وذا النّصب المنصوب لا تعبدنّه ... ولا تعبد الشّيطان والله فاعبدا (٢)
والثاني: أن النصب: حجارة كان يذبح عليها للأصنام، وهو ظاهر قوله: {وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} والقائل الأول يقول: معناه: وما ذبح على اسم النصب، يعني: الصنم.
(١) تقدم القول في ذلك عند تفسير سورة البقرة، الآية (١٧٣).
(٢) ينظر البيت في: تذكرة النحاة لأبي حيان (ص: ٧٢)، سر صناعة الإعراب (٢/ ٦٧٨) دار القلم، دمشق، ١٩٨٥ م، تحقيق: الدكتور حسن هنداوي، ديوان الأعشى (ص: ١٨٧)، شرح التصريح (٢/ ٢٠٨)، الكتاب لسيبويه (٣/ ٥١٠)، لسان العرب (نصب)، المقتضب للمبرد (٣/ ١٢) ويروى الشطر الأول منه: فإياك والميتات لا تقربنها.