{وَعَلَّمَ آدَمَ} أسماء المسميات بمنافعها، ثم عرض المسميات على الملائكة.
{إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} في زعمكم أن الله لا يخلق خلقا أفضل منكم، أو خلقا يعلمون ما لا تعلمون، وهو الذي قال فيه: {وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}.
(٥ /ب) وقوله: {اُسْجُدُوا لِآدَمَ} هو وضع الجبهة على الأرض تعظيما لآدم، وكان ذلك جائزا وقد سجد يعقوب وبنوه ليوسف (١). وقيل: اسجدوا لسجود آدم، فجعله إماما يصلي بهم، وقيل: اسجدوا لجهة آدم وجعله قبلة، وإبليس كان من الملائكة. وقيل:
لم يكن منهم؛ لقوله تعالى: {إِلاّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ} الكهف: ٥٠ والجن ليسوا ملائكة؛ لقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠) قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} سبأ: ٤٠ تبرأت الملائكة ونسبوا العبادة إلى الجن، فلو كانوا ملائكة، لم تحصل البراءة لهم. وقوله: {وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ} أي: في علم الله. وكان بمعنى صار.
قوله: {وَلا تَقْرَبا} مبالغة في التحريم، والتحفظ من الوقوع فيه، وأشار بهذه الشجرة إلى شجرة واحدة. وقيل: إشارة إلى جنس بجملته حرمه عليهم، فقيل: شجرة العنب.
وقيل: القمح، وكان شجرا، ولا يتعلق بتعيين الشجرة غرض صحيح.
وقوله: {فَتَكُونا} يجوز أن يكون مجزوما معطوفا، وأن يكون منصوبا، جوابا للنهى.
{فَأَزَلَّهُمَا} أي: أوقعهما في الزلة {عَنْها}: قيل عن الشجرة. وقيل: عن الجنة.
{بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} يريد ما عليه الناس من التعادي والتحارب. وقيل: أراد: آدم وحواء وإبليس. قيل: والحية أيضا، والأول أصح؛ لقوله: {فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً} أي:
فإن يأتكم مني هدى على لسان رسول أبعثه إليكم فمن اتبع ما جاء به كان مفلحا، ومن خالفه فكفر به وكذب بالآيات خلّد في النار، وهذا إنما يليق بالمكلفين لا بالحية.
{يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠) وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيّايَ فَاتَّقُونِ (٤١) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢)}
{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا}
(١) ورد ذلك في قوله - تعالى - في سورة يوسف الآية: ١٠٠: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا.