وقوله: "حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ" أي: عند الطلوع إلى الارتفاع وهذا أحد أوقات الكراهة، وفي بعض الروايات وتنسب إلى الْجُلُودِيِّ: "حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ" وهو صحيح المعنى أيضًا أي: أقصر بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس بل حتى ترتفع، ويشتمل ذلك وقتين من أوقات الكراهة.
وقوله: "بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ" قيل: قَرَنَاهُ: نَاحِيتَا رَأْسِهِ، ويذكر أنه يدني رأسه حينئذٍ من الشمس ليكون الساجد لها ساجدًا له، وقيل: الْقَرْنُ: الْقُوَّةُ، أي: تطلع حين يقوي الشيطان ويتسلط، وذلك لنفوذ وسوسته وإغوائه عابديها.
وقوله: "مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ" أي: تحضرها الملائكة ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ (١).
وقوله: "حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ" أي: حتى يتراجع الظل ويتناهي نقصانه ويقل.
وقوله: "تُسْجَّرُ جَهَنَّمُ" الأغلب في اللفظ التشديد، ويروى "تُسْجَرُ" بالتخفيف، يقال: سَجَرَ التَّنُّور يَسْجُرُهُ أي: أحماه، وكأن التشديد للتكثير، ويقال: المعنى أنها تملأ نارًا كما قيل في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ (٢): ملئت.
وقوله: "فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ" أي: أقبل من جهة المغرب إلى المشرق وتحول إليه.
والْوَضُوءُ بفتح الواو: الماءُ الذي يتوضأ به.
وقوه: "فَيَنْتَثِرُ" يقال: نَثَرَ وانْتَثَرَ واسْتَنْثَرَ إذا حرك النَّثْرَة وهي طرف الأنف؛
(١) الإسراء: ٧٨.
(٢) التكوير: ٦.