قال تعالى: (وقرآن الفجر) (١) أي: صلاة الفجر، فكأنَّه يقول اقرأ بها في نفسك فإنَّها سميت صلاة في القسمة المذكورة لملازمتها الصلاة.
وقوله: "نِصْفَيْنِ" قيل: أراد بالنصف البعض لا النصف المحقق، وإطلاق التنصيف في مثله لاشتماله على قسمين، وهي ترجع إلى قسمين: حق الله، وحق العبد.
وقوله: "يَقُولُ الْعَبْدُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يقول الله تعالى: حَمِدَنِي عَبْدِي" فيه إشارةٌ إلى ارتضاء كلمة الحمد منه والثناء عليه بثنائه على الله، وكذلك الحال في الكلمتين بعده.
وقوله: "يَقُولُ الْعَبْدُ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ فهذه بيني وبين عبدي" أي: يقول الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي، فالعبادة منه سعيٌ في قضاءِ حقي، والإعانة منِّي له هداية إليه وإجابة له.
وقوله ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ … ﴾ إلى آخره سؤال وعرض حاجة وهي محض حق العبد.
وقوله "فهؤلاء لعبدي" أي: يقول الله هؤلاء الكلمات.
واحتجَّ من لم يجعل التسمية آية من الفاتحة بأنَّهُ لم يذكرها في التفصيل وبيان القسمين، وإنَّما افتتح بذكر ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ وأجيب عنه بأنَّ المراد أول السورة وآية التسمية منه، كما يقال ابتدأ فلان بالبقرة وآل عمران؛ وبأنَّ التسمية مذكورة في رواية ابن سَمعان على ما سبقت.
وقوله "ولعبدي ما سَأَلَ" في مواضع من الحديث بشارة من الله تعالى بإجابةِ
(١) الإسراء: ٧٨.