ذكره أبو العلاء الفرضىّ، فى «معجم شيوخه»، فقال:
كان شيخا فقيها، وعالما فاضلا، زاهدا عابدا، مدرّسا مفتيا، عارفا بأصول الفقه وفروعه، ملازما بيته، لا يخرج إلا إلى مسجده أو إلى الجامع.
وكان قد رحل إلى بخارى، وتفقّه بها، ثم رجع إلى بلده، ولم يزل يفتى ويدرّس، إلى أن توجّهت العساكر الأحمديّة (١) إلى خراسان، فعبروا على دامغان، وكانوا كرجا (٢) نصارى،/فعذّبوا أهلها، وعذّب الشيخ فى جملة من عذّب، وأصابته جراحات، فهرب إلى بسطام، فتوفّى بها، ودفن هناك، فى سنة اثنتين وثمانين وستمائة، رحمه الله تعالى.
***
١٨ - إبراهيم بن إسحاق بن أبى العنبس، أبو إسحاق
الزّهرىّ، القاضى، الكوفىّ (*)
سمع جعفر بن عون المعمرىّ، وإسحاق بن منصور السّلولىّ، ويعلى بن عبيد الطّنافسىّ.
روى عنه أبو بكر بن أبى الدنيا، ومحمد بن خلف وكيع، وأحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدمىّ، وشعيب بن محمّد الذّارع، ويحيى بن صاعد، وعامّة الكوفيّين.
وولى قضاء مدينة المنصور بعد أحمد بن محمد بن سماعة.
وكان ثقة، خيّرا (٣)، فاضلا، كيّسا، ديّنا، صالحا.
قال محمد بن خلف وكيع: كتبت عنه، وهو على قضاء مدينة المنصور، فى سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وعن طلحة بن محمد بن جعفر، قال: صرف أحمد بن محمّد بن سماعة، واستقضى مكانه إبراهيم بن إسحاق بن أبى العنبس، وذلك فى سنة خمس وثلاثين، وكان تقلّد قضاء
(١) فى حاشية المنهل الصافى: «يريد عسكر التتار. والأحمدية: نسبة إلى السلطان أحمد بن هولاكو».
(٢) انظر اللباب ٣/ ٣٤، وذكر أنهم جيل من الناس.
(*) ترجمته فى: تاريخ بغداد ٢٦،٦/ ٢٥ الجواهر المضية، برقم ٨.
(٣) فى ص، ونسخة م من الجواهر: «حبرا»، والمثبت فى: ط، ن، وتاريخ بغداد.