وقد روى له الأئمّة الستّة، وغيرهم.
قال الخطيب: قيل كان لإبراهيم على بيت المال شئ، وكان يسخو به، فسئل يوما عن مسألة فى مجلس الخليفة، فقال: لا أدرى. فقيل له: تأخذ فى كلّ شهر كذا وكذا، ولا تحسن مسألة؟.
فقال: ما آخذه فعلى ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفنى بيت المال. فأعجب ذلك أمير المؤمنين.
قال الذّهبىّ: وكان إبراهيم قد جاور بمكة فى أواخر عمره، ومات فى/سنه ثلاث وستين ومائة.
وعن الفضل بن عبد الله المسعودىّ، قال: كان إبراهيم بن طهمان حسن الخلق، واسع الأمر، سخىّ النفس، يطعم الناس، ويصلهم، ولا يرضى بأصحابه حتى ينالوا من طعامه.
وعن عبد الله بن أبى داود السّجستانىّ، قال: سمعت أبى يقول: كان إبراهيم بن طهمان ثقة، وكان من أهل سرخس، فخرج يريد الحجّ، فقدم نيسابور، فوجدهم على قول جهم، فقال: الإقامة على قول هؤلاء أفضل من الحجّ. فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء.
وروى الخطيب بسنده، عن أبى الصّلت، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم علينا خراسانىّ أفضل من ابن أبى رجاء عبد الله بن وافد الهروىّ.
قلت له: فإبراهيم بن طهمان؟.
قال: كان ذلك مرجئا.
وقال أبو الصّلت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث، أنّ الإيمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضرّ بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم (١) كانوا يرجئون لأهل الكبائر الغفران، ردّا على الخوارج وغيرهم، الذين يكفّرون الناس بالذنوب، فكانوا يرجئون، ولا يكفّرون بالذنوب، (٢) ونحن على ذلك (٢).
(١) ساقط من: ط، ن، وهو فى: ص.
(٢ - ٢) فى ص: «ونحن كذلك»، والمثبت فى: ط، ن.