كذا أخبرنى بعض الفضلاء بالديار الرّوميّة.
***
٤٣٨ - أحمدى الشاعر الرّومىّ (*)
المشهور فى تلك البلاد، قال ابن عرب شاه: هو شاعر الروم بالتّركىّ، وهو أظرف من نشأ من شعرائهم وأدبائهم.
له «إسكندر نامه»، وله «ديوان» مشهور، وله كتاب يسمى «مرقاة الأدب»، وشرح قصيدة الصّرصرىّ المصنّعة، التى يخرج من كلّ بيت منها حروف الهجاء كلّها، شرحا مفيدا شافيا، حقّق فيه أنواعا من العلوم، ومطلع هذه القصيدة:
أبت غير ثجّ الدّمع مقلة ذى حزن … كسته الضّنى الأوطان فى مشخص الظّعن
قال: وكلامه يوازى كلام ابن نباته، والحاجرىّ، وابن النّبيه، فى العربىّ.
وكان رجلا من أهل العلم والفضل.
وعمّر، وتوفّى فى أواخر سنة خمس عشرة وثمانمائة، ببلدة أماسيّة. انتهى.
وحكى صاحب «الشّقائق» (١)، أنه دخل هو، والمولى شمس الدين الفنارىّ، وحاجى باشا، على بعض مشايخ الصّوفيّة بمصر، يزورونه، فنظر إليهم،/وقال للمولى أحمدى: أنت تضيع عمرك فى الشّعر. وقال لحاجى باشا: أنت تضيع عمرك فى الطبّ. وقال لشمس الدين الفنارىّ: أنت تصير عالما ربّانيّا. فكان الأمر كما قال.
ومن نوادر المولى أحمدى (٢)، أن تيمور لمّا دخل البلاد الرّوميّة، كان يكثر من مصاحبته، فدخل معه يوما الحمّام، فقال له تيمور: قوّم من معنا فى الحمّام.
فقال: نعم، هذا يساوى ألفا، وهذا يساوى كذا، وهذا كذا.
(*) ترجمته فى: الشقائق النعمانية ١١١،١/ ١١٠.
(١) فى ترجمته، وفى ترجمة شمس الدين الفنارى ١/ ٩٢.
(٢) القصة فى الشقائق النعمانية ١/ ١١١.