وكتب إلى أخيه قوله (١):
هل للمعنّى بعد بعد حبيبه … إلاّ اتّصال حنينه بنحيبه
جهد المحبّ مدامع مسجومة … ليست تقوم له بكشف كروبه
أحبابنا بان الشّباب وبنتم … عن مدنف نائى المحلّ غريبه
أمّا المدامع بعدكم فغزيرة … والقلب موقوف على تعذيبه
لى ألفة بالليل بعد فراقكم … والنّجم عند شروقه وغروبه
وأكاد من ولهى إذا ما هبّ لى … ذاك النّسيم أطير عند هبوبه
وقوله، من قصيدة (٢):
بودّى لو رقّوا لفيض دموعى … ومن لى لو منّوا بردّ هجوعى
بليت بمغتال النّواظر مولع … بهجرى ولا يرثى لطول ولوعى
فحتّى م أدنو من هوى كلّ نازح … وأرعى بظهر الغيب كلّ مضيع
وهل نافعى أنّى أطعت عواذلى … إذا ما وجدت القلب غير مطيع (٣)
ومالى أخشى جور خصمى فى الهوى … وخصمى الذى أخشاه بين ضلوعى (٤)
فيا ويح نفسى من قسىّ حواجب … لها أسهم لا تتّقى بدروع
ومن عزمة أذكت غرامى وأبعدت … مرامى وألقتنى بغير ربوعى (٥)
وقوله، من قصيدة (٦) أخرى (٧):
عهود لها يوم اللّوى لا أضيعها … وأسرار حبّ لست ممّن يذيعها (٨)
/أصاخت إلى الواشين سمعا ولم يزل … يقول بآراء الوشاة سميعها
(١) خريدة القصر ٢/ ٢١٠.
(٢) خريدة القصر ٢١١،٢/ ٢١٠.
(٣) خريدة القصر ٢/ ٢١١.
(٤) هذا البيت ساقط من: س، وهو فى: ط، ن، والخريدة.
(٥) فى الخريدة: «بغير دروع».
(٦) زيادة من: ط، على ما فى: س، ن، والخريدة.
(٧) خريدة القصر ٢١٢،٢/ ٢١١.
(٨) فى ن: عهود لنا» والمثبت فى: س، ط، والخريدة.